شيعة مصر يؤكدون على الإهتمام بالمولد النبوي الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على سيد الكائنات، وشفيع الأمة، وحبيب إله العالمين، مولانا محمد المصطفى وآله الطاهرين، سيما بقية الله في الأرضين عجل الله تعالى فرجه الشريف.
تلقينا ببالغ الأسى والاستنكار ما صدر من كلمات مسيئة بحق المولد النبوي الشريف على لسان من تجرّأ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحد مساجد مصر. إن هذا الفعل المدان ليس مجرد زلة لسان، بل هو طعن في قلب الأمة الإسلامية، وإساءة لمقام سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي عظّمه الله تعالى في كتابه الكريم فقال: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح:4].
نؤكد نحن شيعة مصر أن إحياء ذكرى مولد النبي الأكرم ﷺ هو من أعظم الشعائر وأجلّ القربات، فقد كان أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام أول من أحيا هذه المناسبة العطرة عبر القرون، معتبرين أن ولادة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم كانت فجر النور، وميلاد الرحمة المهداة، وبداية الهداية الإلهية للبشرية جمعاء.
قال إمام أهل البيت عليهم السلام الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : «الفرح بذكرنا عبادة، والحزن لظلامتنا عبادة»، فكيف لا يكون الفرح بذكر مولد سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم عبادةً جليلة ومقربةً إلى الله ؟
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبة له: «بعثه الله على حين فترةٍ من الرسل، وضلالةٍ من الأمم، فأنار الله به البلاد، وهدى به العباد». فمولده الشريف كان بداية النور، وبعثته كمال الرسالة، وحياته حياة القلوب.
إننا كشيعة مصريين نستنكر هذا التجاوز الخطير على حرمة المولد الشريف، ونطالب وزارة الأوقاف والأزهر الشريف بوقفة جادة للحفاظ على قدسية المنابر من كل من يسيء إلى مقام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أو يستخف بمشاعر المسلمين.
كما نؤكد أن حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاء بمولده لا يعرف مذهبًا ولا طائفة، بل هو واجب كل مسلم، وهو قاسم مشترك يجمع الأمة كلها، ومن يطعن فيه فقد طعن في وجدان الأمة وتاريخها وإيمانها.
ختامًا، نقولها بقلوب مفعمة بالولاء:
يا رسول الله، إن ذكراك في قلوبنا حياة، وإن مولدك في وجداننا عيدٌ عظيم، وسنبقى أوفياء لك ولآلك الطاهرين مهما حاول المبطلون أن يقللوا من قدرك أو يسيئوا إلى ذكراك.
﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [الحجر:95]
والحمد لله أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السيد الطاهر الهاشمي
2025-09-07