علم الغيب عند أهل السنة بما يخص أهل البيت (عليهم السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: محمد عبد الكريم
وبه نستعين والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين فاطر السماوات والأرضيين وما بينهما والخلق أجمعيين
وصلى الله وسلم وبارك على خيرخلقه أجمعين الشفيع المشفع النبي المرسل سيدي ومولاي أبي القاسم محمد وعلى آله الطاهرين الطيبين المعصومين الحمد لله الذي هداني لخير خلقه محمد وآله المعصومين (ص) (( مَن يَهدِ اللهُ فَهُوَ المُهتَدِى وَمَن يُضلِل فَأُولَئِكَ هُمُ الخَسِرُونَ )) (الأعراف:178)
لفت نظري في الآونة الأخيرة أستهزاء الوهابية بقضية علم الغيب عند أهل البيت (عليهم السلام) وجعلها من الشركيات حسب زعمهم السقيم فكان لزاما علينا رد شبهتهم الفاسدة التي تضحك الثكلى وادعائهم في ذلك على عادتهم وهي أستخدام آيات الله سبحانه بما يناسب غرضهم وفتنتهم وهذا الرد من كتابي ((نعم عباقرة)) وأرجوا من الله عزوجل قبوله بأحسن قبول
شبهة الوهابية في القرآن الكريم التي لا يزال الوهابي يكررها (وهي حق) ولكن تلبيسهم هو الباطل وصدق أمير المؤمنين (عليه السلام) حين قال (كلمة حق أريد بها باطل) (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون )) (النمل:65)
أقول بعون الله سبحانه وبركة اهل البيت (عليهم السلام)
هنا سوف يكون الرد من طرفين :
1- فهم الآية
2- الأحاديث التي تدل على علم الغيب في صحاح السنة
أولاً: فهم الآية
ويكفي أن نورد آية أخرى تنسف فهمهم السقيم من باب تفسير القرآن بالقرآن يقول جل من قائل /عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من أرتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا/الجن 26-27 يقول الألوسي في الجزء15 الصفحة19
(( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب لاَ يَعلَمُهَا إِلاَّ هُوَ )) (الأنعام:59) وقوله تعالى : (( عالم الغيب فَلاَ يُظهِرُ على غَيبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ )) (الجن:26-27) ما نصه : وعلى كل فالخواص يجوز أن يعلموا الغيب في قضية أو قضايا كما وقع لكثير منهم واشتهر، والذي اختص به تعالى إنما هو علم الجميع وعلم مفاتح الغيب المشار إليها بقوله تعالى : (( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب )) (الأنعام : 59)
ويقول الفخر الرازي في تفسيره الكبير ج3 ص450
أما قوله (( إِلاَّ بِمَا شَاء )) ففيه قولان أحدها : أنهم لا يعلمون شيئاً من معلوماته إلا ما شاء هو أن يعلمهم كما حكي عنهم أنهم قالوا (( لاَ عِلمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمتَنَا )) والثاني : أنهم لا يعلمون الغيب إلا عند إطلاع الله بعض أنبيائه على بعض الغيب، كما قال : (( عالم الغيب فَلاَ يُظهِرُ على غَيبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ )) .
وهذا ما يسمى الإطلاع على الغيب ولم يقل أحد عاقل بأن علم الرسول ص والأئمة من ذاتهم بمعزل عن الله سبحانه بل الكل مجمع أنه إطلاع من الله عز وجل لنبيه والنبي ص علمه للإمام علي (عليه السلام) وهكذا فما بالهم لا يفقهون قولا و ينسبون للناس ما لم يقولوه
ثانياً: الأحاديث من كتب السنة وسأكتفي بتصحيح شيخهم الألباني للأختصار
مشكاة المصابيح كتاب الفتن الفصل الأول ج3ص167 رقم 5379
عن حذيفة قال :قام فينا رسول الله ص مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه ًأصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم رآه عرفه
حكم الألباني متفق عليه
بل أورده بسند أبي سعيد الخدري في صحيح الترغيب والترهيب ج3ص30 باب الترغيب في الحياء رقم 2751 وقال صحيح لغيره
بل أزيد أن الذي طلب أن يسألوا عن الغيب هما النبي ص والإمام علي (عليه السلام)
1- النبي ص :صحيح الترغيب والترهيب باب الترغيب في الإخلاص ج1ص2 رقم 3
قال رسول الله ص سلوني عما شئتم
وأخرج روايات سلوني أحمد في مسنده مسند أنس بن مالك ج25ص244 رقم 12198/12324/
12198 - حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ أَخبَرَنَا مَعمَرٌ عَنِ الزُّهرِيِّ قَالَ أَخبَرَنِي أَنَسُ بنُ مَالِكٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ زَاغَت الشَّمسُ فَصَلَّى الظُّهرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى المِنبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ بَينَ يَدَيهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ مَن أَحَبَّ أَن يَسأَلَ عَن شَيءٍ فَليَسأَل عَنهُ فَوَاللَّهِ لَا تَسأَلُونِي عَن شَيءٍ إِلَّا أَخبَرتُكُم بِهِ مَا دُمتُ فِي مَقَامِي هَذَا قَالَ أَنَسٌ فَأَكثَرَ النَّاسُ البُكَاءَ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَكثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَن يَقُولَ سَلُونِي قَالَ أَنَسٌ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَينَ مَدخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّارُ قَالَ فَقَامَ عَبدُ اللَّهِ بنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَن أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ قَالَ ثُمَّ أَكثَرَ أَن يَقُولَ سَلُونِي قَالَ فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكبَتَيهِ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَقَد عُرِضَت عَلَيَّ الجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرضِ هَذَا الحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي فَلَم أَرَ كَاليَومِ فِي الخَيرِ وَالشَّرِّ
كما أخرجه البخاري-3 باب مايكره من كثرة السؤال
7294 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ أَخبَرَنَا شُعَيبٌ عَنِ الزُّهرِىِّ . وَحَدَّثَنِى مَحمُودٌ حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ أَخبَرَنَا مَعمَرٌ عَنِ الزُّهرِىِّ أَخبَرَنِى أَنَسُ بنُ مَالِكٍ - رضى الله عنه . أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمسُ فَصَلَّى الظُّهرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى المِنبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ، وَذَكَرَ أَنَّ بَينَ يَدَيهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ « مَن أَحَبَّ أَن يَسأَلَ عَن شَىءٍ فَليَسأَل عَنهُ، فَوَاللَّهِ لاَ تَسأَلُونِى عَن شَىءٍ إِلاَّ أَخبَرتُكُم بِهِ، مَا دُمتُ فِى مَقَامِى هَذَا » . قَالَ أَنَسٌ فَأَكثَرَ النَّاسُ البُكَاءَ، وَأَكثَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَن يَقُولَ « سَلُونِى » . فَقَالَ أَنَسٌ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَينَ مَدخَلِى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « النَّارُ » . فَقَامَ عَبدُ اللَّهِ بنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَن أَبِى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أَبُوكَ حُذَافَةُ » . قَالَ ثُمَّ أَكثَرَ أَن يَقُولَ « سَلُونِى سَلُونِى » . فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكبَتَيهِ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - رَسُولاً . قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « وَالَّذِى نَفسِى بِيَدِهِ لَقَد عُرِضَت عَلَىَّ الجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِى عُرضِ هَذَا الحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّى، فَلَم أَرَ كَاليَومِ فِى الخَيرِ وَالشَّرِّ »
ومسلم -باب توقيره ص136 - ( 2359 ) وحدثني حرملة بن يحيى بن عبدالله بن حرملة بن عمران التجيبي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أنس بن مالك
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج حين زاغت الشمس فصلى لهم صلاة الظهر فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن قبلها أمورا عظاما ثم قال من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني عنه فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا
قال أنس بن مالك فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول سلوني فقام عبدالله بن حذافة فقال من أبي ؟ يا رسول الله قال أبوك حذافة فلما أكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم من أن يقول سلوني برك عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا قال فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أولى والذي نفس محمد بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير والشر
قال ابن شهاب أخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال قالت أم عبدالله بن حذافة لعبدالله بن حذافة ما سمعت بابن قط أعق منك ؟ أأمنت أن تكون أمك قد قارفت بعض ما تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس ؟ قال عبدالله بن حذافة والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته
2- أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد أخرجه الحاكم رقم 3299/ 3695 وصححهم وصححه الذهبي برقم3736
3299 - أخبرني أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا أبو نعيم، ثنا بسام الصيرفي، ثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة قال : سمعت عليا رضي الله عنه، قام فقال سلوني قبل أن تفقدوني، ولن تسألوا بعدي مثلي، فقام ابن الكواء فقال : « من الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ؟ قال : منافقوا قريش قال : فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ؟ قال : منهم أهل حروراء » « هذا حديث صحيح عال » « وبسام بن عبد الرحمن الصيرفي من ثقات الكوفيين ممن يجمع حديثهم ولم يخرجاه »
وهذا نص المستدرك بتصحيح الذهبي 3736 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا محمد بن عبيد الطنافسي ثنا بسام بن عبد الرحمن الصيرفي ثنا أبو الطفيل قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال على المنبر فقال : سلوني قبل أن لا تسألوتي و لن تسألوا بعدي مثلي قال : فقام ابن الكواء فقال : يا أمير المؤمنين ما (( الذاريات ذروا )) قال : الرياح قال : فما (( الحاملات وقرا )) قال : السحاب قال : فما (( الجاريات يسرا )) قال : السفن قال : فما (( المقسمات أمرا )) قال الملائكة قال : فمن (( الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم )) قال : منافقوا قريش
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح وسكت عن الأول وأبو يعلى رقم الحديث367
أقول أنا العبد الفقير: وهل طلبوا من الناس سؤالهم جزافأ أم لعلم؟ وهل هذا علم بالغيب(أطلاع) أم شرك و ما رأي الوهابية ؟
والسلام عليكم ورحمة الله
2021-12-25