بقلم  السيد الطاهر الهاشمي:

 

لا يمكن لأحد كائن من كان أن يحيط علما ومعرفة وبيانا بمكانة السيدة فاطمة الزهراء عند أبيها وعند ربها

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ وما جاء من أخبار في علاقتها عليها  السلام بأبيها ومن الاستنباط من هذه الأخبار أن أمرها كان عظيما فلا يمكننا أن نحيط به، وما هو وارد في كتب الحديث مع تواتره وصحته يثبت لنا عظيم شأنها ومكانتها وعلو قدرها عند ربها، فلم لا وهي الصديقة الكبرى ووسيلة المؤمنين إلى الله، وخاصة خاصته وحجته على خلقه، بضعة الهادي وسيدة نساء العالمين وأم أبيها البتول زوجة الكرار أمير المؤمنين، أم الحسنين -الحسن والحسين- صلوت الله وسلامه وتحياته وبركاته عليهم.

قال تعالى: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا".

إنها الضلع الخامس من الأضلاع الخمسة لعباءة رسول الله وكان لها من المكانة العظيمة في قلب رسول الله، فهي أم أبيها التي وقفت في الكثير من المواقف مدافعة عنه ضد جبابرة قريش، وكان النبي يعظمها أعظم ما كان التعظيم، فكانت إذا دخلت عليه قام لها وأجلسها مكانه، وإذا دخل عليها قامت لها وأجلسته مكانها، فهي الشبيهة لرسول الله وهي من نزلت فيها الآية الكريمة: "ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما واسيرا".

هي التي مثلت كل نساء المسلمين وذلك في آية المباهلة "قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم".

هي الطاهرة المطهرة التي تلد ثم تقوم لربها فتصلي، وهي التي أمر الله بزواجها من فوق سبع سماوات، والتي قال فيها النبي "ما كنت أتخذ أمرا فيها إلا أن يأمرني الله فأمرها بيد الله سبحانه وتعالي".

فهي صاحبة الثناء والمدح من أبيها وقد جاء في الصحاح من كتب أهل السنة والجماعة "إن فاطمة بضعة مني من أذاها فقد أذى الله ومن أغضبها فقد أغضب الله".

وجاء في الصحاح في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها".

فهي الحوراء الإنسية، ولها مواقفها الثابتة القوية في إقامة أسس العدالة في المجتمع الإسلامي وتنفيذ شريعة الله، فكانت قدوة عظيمة لنساء المسلمين لم تضاهيها سيدة على وجه الارض، كذلك موقفها الصامد بعد استشهاد رسول الله في الدفاع عن حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- ومطالبتها بالحقوق الشرعية وتفنيدها وإثباتها بالقرآن،  واستمرت واقفة صامدة مع كل ما جرى عليها من الهجوم على دارها وإسقاط جنينها... وقول النبي صلى الله عليه وآله لها "أنك أول من تلحقي بي".

ونشهد الله ورسوله أن هذه السيدة العظيمة الجليلة القدر ظُلِمت وهي حية بعد وفاة الرسول وظُلِمت بعد استشهادها فعرفوها ووقروها وأنكروا وتبرأوا ممن آذاها، وإني أشهد الله اني أبرأ إلى الله ممن آذاها وإني أشهد الله إني أبرأ إلى الله ممن ظلمك يا جدتي.

وصلى الله على محمد وآل بيته الطاهرين