حذف حديث في فضل فاطمة من صحيح مسلم وإضافة حديث في فضل عائشة مكانه
اعترف الحاكم النيسابوري في كتابه (المستدرك على الصحيحين) بأن مسلماً النيسابوري انفرد بإخراج حديث (خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد) فقال: (إنما تفرد مسلم بإخراج حديث أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم: خير نساء العالمين أربع).
ولكننا وحين رجوعنا إلى صحيح مسلم المنشور حاليا في الاسواق لم نجد لحديث (خير نساء العالمين أربع) أثراً يذكر، وهو يعني ان يد التحريف والتزوير قد طالت هذا الحديث وحذفته، وهي مظلومية أخرى لأهل البيت عليهم السلام تضاف إلى مظلوميتهم.
وليت أن الأمر اقتصر على هذا المقدار من التحريف، فقد اعترف الزيلعي في (تخريج الأحاديث والآثار) ان حديث (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) قد أخرجه البخاري في صحيحه ورواه الباقون من أصحاب الكتب الستة إلا مسلماً النيسابوري لم يخرجه في كتابه الصحيح.
قال الزيلعي: (والحديث رواه البخاري في صحيحه ليس فيه خديجة ولا فاطمة رواه في بدء الخلق في باب قوله تعالى ((ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ)) من حديث مرة الهمداني عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام انتهى، وكذلك رواه في الأطعمة في باب الثريد وسنده فيه ثنا محمد ابن بشار ثنا غندر ثنا شعبة به ورواه الباقون إلا مسلما فالترمذي وابن ماجة في الأطعمة والنسائي في المناقب(.
إلا أننا وحين الرجوع إلى صحيح مسلم وجدنا حديث الثريد موجودا ومذكورا فيه(3)، وهذا يعني ان يد المحرفين لم تكتف بإخراج حديث (خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد) من صحيح مسلم حتى أضافت إليه حديث الثريد بعد أن لم يكن فيه، كرامة لعائشة وإرضاء لشيعتها ومحبيها.
وبهذا ينتهي الكلام عن هذا الحديث، وقد تركنا الكثير من إشكالات القوم وأقوالهم وشبهاتهم ومحاولاتهم لضرب جميع ما يشير إلى أفضلية السيدة الزهراء وأمها السيدة خديجة عليهما السلام على نساء العالمين ونساء أهل الجنة، كل ذلك طلبا للاختصار، ولان الهدف الأساس كما ذكرنا مرارا ليس الاستقصاء لجميع كلماتهم بل عرض البعض منها ليتضح للقارئ الكريم فداحة الأمر وعظيم الجريرة التي اقترفها محدّثو أهل السنة ضد فضائل أهل البيت عليهم السلام ومناقبهم.
نفلاً عن مجلة الوارث العدد 72
2021-10-27