بقلم: السيد الطاهر الهاشمي من مصر 

 

عيد ميلاد خاتم وسيد المرسلين الفرصة الأعظم للوحدة الإسلامية..
الاختلاف حول الاحتفال بمولد النبيّ الأكرم، يشكل صور منعكسة من وحدة الأمة واجتماعهم كالبنيان المرصوص، فأغلب المذاهب الإسلامية وعلماء الأمة اجتمعوا على الاحتفال بمولد سيد المرسلين، فيما عدا أصحاب الرؤى المتشددة من السلفية والوهابية التي ترى أن الاحتفال بمولد خاتم الأنبياء بدعة.


الاختلاف حول الاحتفال هو يشكل صورة التنافر بين أبناء الأمة الإسلامية، إذ أن الغالبية مؤيدين للاحتفال بمولد سيد الخلق ستجد أيضا هؤلاء الأغلبية على تقارب فيما بينهم سواء على مستوى الشعوب أو الحكومات، فيما هناك تنافر أو إذا لم يكن خصومة تصل إلى درجة العداوة فيما يتبنى رؤية نافية وقاطعة حول عدم جواز الاحتفال بمولد سيد الخلق.
إذا كانت الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف عند أتباع أهل البيت عليهم السلام لا يختلف عن أهل السنة، فلا يوجد خلاف بين السنة والشيعة على المولد النبوى، هذا مجمع عليه ولا توجد طقوس معينة لدى الشيعة تختلف عن أهل السنة.
فالشيعة يوزعون الحلوى لإدخال السرور على أهل بيتهم، وأن الكثير منهم يحتفلون بتزويج أولادهم خلال المولد لما له من نفحات مباركة، كما يحرصون على أن يذكروا سيرة النبي وتاريخ مولده.


وجميع المذاهب الاسلامية أقرت بالاحتفالات بالمولد النبوى ما عدا الوهابية يحرمون الاحتفالات بالمولد النبوى، ولا شك أن الاحتفال كل عام يعتبر صحوة إسلامية روحانية عالية القدر، تذكرنا بالرحمة المهداة والسراج المنير.


من هذا المنطلق تخرج فتاوي علماء المسلمين حول الاحتفال هذه الفتاوى ما بين مؤيد ورافض، إذ غلب التأييد بالاحتفال والاحتفاء فإن الرافضين وهم أقلية في الرؤية أكثرية في الإعلام والعالم الرقمي، ستجد أن أغلب الدول التي تبنت فتاوى الرفض هي على درجة من التأثر بالسلفية الوهابية وايضا هي من تكفر، وستجده في حالة من التنافر والخصومة أو العداوة مع باقي الدول الإسلامية كما قلنا سابقا، وهي صورة تعكس مدى قيمة الاحتفال بالمولد النبوي بالإيمان بالوحدة الإسلامية في مواجهة اعداء وخصوم الأمة الاسلامية.
إذا كان هناك خلاف في رويات مولد سيد الخلق بين السنة والشيعة، حيث الرواية التي يعتمدها أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولد بالثاني عشر من ربيع الأول بينما الرواية التي يعتمدها الشيعة هي مولده صلى الله عليه وآله وسلم بالثامن عشر من ربيع الأول، لا تشكل أزمة حيث طرح الإمام الخميني مبادرة تحت عنوان الوحدة الاسلامية وهو الأسبوع الذي يقع فيه الثاني عشر إلى الثامن عشر من ربيع الأول هو أسبوع الوحدة بين المسلمين جميعا واحتفالا موسعا بالمولد النبوي الشريف.


فأسبوع الوحدة الاسلامية هو الأسبوع الذي تقع فيه روايتي السنة والشيعة عن المولد النبوي، يكشل توافقا ونهر لقاء بين ضفتي الامة الاسلامية السنة والشيعة، ومساحة هائلة من التقارب بين عمودي الامة، فاي خلاف او شقاق بين السنة والشيعة يشكل ممرا لاعداء وخصوم الامة الاسلامية في اضعافها وباقاء شعوبتها ودولها تحت رحمة الاستكبار العالمي والصهونية العالمية.
وفي قراءتنا لواقع الأمة الاسلامية وارتفاع درجة التنافر والخصام الي مرتبة العداء هو يشكل نتاج مساعي ومخططات امريكا ودول الغرب والصهيونية العالمية، لعدم توحد الشعوب والدول الاسلامية، او بأقل درجة يجعلهم في تنافر وخصام، هو ما نجحت فيه في فترات عديدة بإطلاق وحش الوهابية المدمر للعالم الإسلامي، والحروب التي شهدتها المنطقة والنكبات الإسلامية تشكل نتاج التوافق بين الوهابية والتطرف وقوى الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية.


فقد سعت أمريكا والصهيوينة العاليمة بكل ما فى وسعها للحيلولة دون توفير مناخ للوحدة الإسلامية وللأسف وجدوا المناخ المناسب لهم فى بعض الدول العربية مما حال دون ذلك.
هذا الوضع لا يدعونا للتشاؤم والاستسلام بل يجب علينا نكون أكثر إيمانا بأن الوحدة هي سفينة النجاة وهي الحصن الأمين في مواجهة مكائد الأعداء والخصوم، فالأمة وبقائها يشكل النجاح الأبرز ضد خصومها وأعدائها، ولكن الانتصار الأهم هو انتصار الوحدة في اسبوع الوحدة الاسلامية