بقلم: نجم الحجامي 

 

 

قال الحسين (ع)

(فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)

 

فبماذا امتاز اصحاب الحسين عن اصحاب الانبياء والمرسلين ؟

 

لو اخترنا اصحاب موسى (ع) وعيسى (ع) ومحمد (ص) لنقارن بينهم وبين اصحاب الحسين (ع) لنرى عظمه اصحابه مقارنه بغيرهم

 

اولا:اصحاب موسى (ع)

ان اصحاب موسى (ع) قالوا له اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون

قال الله تعالى:

(قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائده 24)

 

ثانيا :اصحاب عيسى (ع)

ولناخذ عينه من صفوه اصحاب عيسى (ع) واحد تلاميذه الاثنى عشر وهو يهوذا الاسخريوطي

وان قصه يهوذا الإسخريوطي واحدة من أشهر قصص الخيانة على مر التاريخ، خاصة أنها ارتبطت بسيدنا عيسى (ع)، وهو واحد من تلاميذ عيسى (ع) الاثنى عشر، وبحسب معظم الروايات فإن «يهوذا الإسخريوطي» هو من خان عيسى (ع) وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة

 

ثالثا: اصحاب محمد (ص)

واذا تكلمنا عن صفوه اصحاب عيسى (ع) يهوذا الاسخريوطي فلنتكلم عن صفوه اصحاب محمد (ص) ومن صار خليفه بعده وصعد على منبره واقصد بذلك عمر وعثمان

قال تعالى :

إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ(ال عمران 155)

نزلت هذه الايه في المنهزمين يوم احد

ورد في تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي

ومن المنهزمين عمر، ، ومنهم أيضا عثمان انهزم مع رجلين من الانصار يقال لهما سعد وعقبة، انهزموا حتى بلغوا موضعا بعيدا ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (لقد ذهبتم فيها عريضة)

وأما الذين ثبتوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فكانوا أربعة عشر رجلا، سبعة من المهاجرين، وسبعة من الانصار،

 

وفي تفسير جامع البيان للطبري :

خطب عمر يوم الـجمعة، فقرأ آل عمران، وكان يعجبه إذا خطب أن يقرأها، فلـما انتهى إلـى قوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ }

قال:

 لـما كان يوم أحد هزمنا، ففررت حتـى صعدت الـجبل، فلقد رأيتنـي أنزو كأننـي أَرْوَى

 

ويستمر الطبري فيقول :

عن ابن إسحاق، قال فرْ عثمان بن عفـان، وعقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان ـ رجلان من الأنصار ـ حتـى بلغوا الـجَلَعْب، جبل بناحية الـمدينة مـما يـلـي الأعوص. فأقاموا به ثلاثاً، ثم رجعوا

وقال البخاري في صحيحه الحديث رقم 76 الجزء(3 -1352 )

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان هو ابن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر وحج البيت فرأى قوما جلوسًا فقال:

 من هؤلاء القوم؟

 فقالوا: هؤلاء قريش.

 قال: فمن الشيخ فيهم؟

قالوا: عبد الله بن عمر.

قال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء فحدثني: هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟

قال: نعم،

فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟

 قال: نعم.

 قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهد؟

قال: نعم

هذا عن غالبيه صفوه الاصحاب فماذا عن غالبيه عامه اصحاب الرسول (ص)

سار الرسول بالف مقاتل للقتال يوم احد وقبل المعركه تسرب منهم ثلثمائه من المتخاذلين والمنافقين وبدات المعركه بسبعمائه استشهد منهم سبعون وثبت مع الرسول اربعه عشر صحابيا فقط وبذلك يكون مجموع الشهداء والثابتين مع الرسول 84 شخصا اي ان مجموع الثابتين مع الشهداء يشكلون نسبه 84/700 =12% فقط

اما الثابتين مع الحسين فكانوا 100% ولم يتسرب منهم ولا صحابي واحد ولنستمع لما قالوا لما طلب منهم الحسين ان يتركوه ويتخلوا عنه ويتخذوا الليل جملا ويغادروا ساحه المعركه

قال الحسين (ع) :

(فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي)

جمع الإمام الحسين عليه السلام أصحابه ليلة العاشر من محرّم, وقام خطيباً فيهم فقال بعد الحمد والثناء:

 (أمّا بعد: فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عنّي خيراً، ألا وإنّي لأظنّ أنّه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإنّي قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍّ ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً خيراً ثمّ تفرقوا في البلاد في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرج الله فإنّ القوم يطلبوني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري )

وبذلك أسقط عنهم التكليف الشرعيّ وأحلّهم من بيعته, فماذا كان موقفهم؟ وكيف اجتازوا هذا الامتحان الخطير؟

 

يقول الشيخ المفيد رحمه الله

• قال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً. بدأهم بهذا القول العبّاس بن عليّ رضوان الله عليه واتبعته الجماعة عليه فتكلّموا بمثله ونحوه

 

• فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم، فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم

قالوا: سبحان الله، فما يقول الناس؟! يقولون: إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا- خير الأعمام- ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا؟! لا والله ما نفعل ذلك، ولكن (تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا)، ونقاتل معك حتّى نرد موردك، فقبّح الله العيش بعدك

وقام إليه مسلم بن عوسجة فقال:

 أنحن نخلّي عنك ولمّا نعذر إلى الله سبحانه في أداء حقّك؟! أما والله حتّى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أن قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك، والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيا ثمّ أحرق ثمّ أحيا ثمّ أذرى، يُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا

وقام زهير بن القين البجليّ - رحمة الله عليه - فقال: والله لوددت أنّي قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى أقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك

عند ذلك أخبرهم بمقتلهم جميعاً, فقد روي أنّه قال لهم: "يا قوم إنّي في غد أقتل وتقتلون كلّكم معي، ولا يبقى منكم واحد".

فقالوا:

 الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك، وشرّفنا بالقتل معك، أو لا نرضى أن نكون معك في درجتك يا بن رسول الله؟ فقال: "جزاكم الله خيراً"، ودعا لهم بخير فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعين

وهنا انبرى القاسم بن الحسن ليسأل الإمام عليه السلام: وأنا فيمن يقتل؟ فأشفق عليه. فقال له: "يا بني, كيف الموت عندك؟!"

 قال: يا عمّ أحلى من العسل. فقال: إي والله, فداك عمّك, إنّك لأحد من يقتل من الرجال معي، بعد أن تبلو ببلاء عظيم

وتقدم عابس بن أبي شبيب الشاكريّ, يوم العاشر من المحرّم إلى الحسين عليه السلام فسلّم عليه وقال: يا أبا عبد الله, أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ عليّ ولا أحبّ إليّ منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بشيء أعزّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته، السلام

ثمّ تقدّم جون مولى أبي ذرٍّ الغفاريّ فقال له الحسين:

أنت في إذن منّي فإنّما تبعتنا طلباً للعافية، فلا تبتل بطريقنا،

فقال: يا بن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدّة أخذلكم.. لا والله لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم

حين حان وقت صلاه الظهروقف الحسين (ع) مع اصحابه لاداء الصلاه في ساحه المعركه  فانهالت عليهم السهام من كل جانب وهنا وقف احد اصحاب الحسين واسمه سعيد الحنفي ليقي الحسين من السهام بجسمه وما ان انتهت الصلاه حتى سقط سعيد الحنفي  شهيدا متاثرا بكثره السهام التي صدها عن الحسين

 التفت سعيد الى الحسين  (ع) قائلا

اوفيت يا ابن رسول الله

قال نعم وانت امامي في الجنه

هنيئا لكم يا خير الاصحاب  ..لقد فزتم والله بالشهاده والدرجه الرفيعه عند الحسين (ع) وجده رسول الله (ص) وقد خلدكم التاريخ على مر القرون

 

وصدق ابن رسول الله حين قال .. (فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي )