تشرف المستبصر الامريكي الشاب لوكاس برونك القادم من ولاية كاليفورنيا الامريكية بزيارة العتبة العلوية المقدسة برفقة مسؤول وحدة الأمريكيتين التابعة الى شعبة التواصل الخارجي - قسم الشؤون الدينية في العتبة المقدسة .


وأكد برونك للمركز الاعلامي للعتبة العلوية المقدسة وهو يتشرف بزيارة المرقد العلوي الطاهر لأول مرة بعد استبصاره " أشعر بسعادة غامرة لا توصف وانا أقف في حضرة احد أمير الانسانية والعدالة والتسامح الانساني الامام علي (عليه السلام) ، وعند دخولي الى باب الحرم الطاهر لم استطع التقدم أكثر واصبحت قدماي ثقيلتان وقلبي يخفق بشدة وفرائصي ترتعد بشدة ، ولكن بعد قراءة مراسم الزيارة والدخول قرب المرقد الطاهر شعرت بالراحة والطمأنينة وشاهدت الزائرين من حولي ينعمون بالسلام والامان في رحاب الانسانية".
وحول تفاصيل وصول السيد برونك الى النجف الاشرف واللقاء بالمسؤولين في العتبة العلوية المقدسة ، أكد مسؤول وحدة التواصل مع الأمريكيتين في شعبة التواصل الخارجي الشيخ ثار البغدادي " قام قسم العلاقات بالتنسيق مع مسؤول وحدة الامريكيتين في قسم الشؤون الدينية الشيخ ثائر البغدادي وقد تم استحصال فيزا له بالتعاون مع ممثل العتبة العباسية في الوﻻيات المتحدة الامريكية الدكتور شامل هادي".
وأضاف البغدادي " وقد وصل السيد برونك يوم الخميس الثاني من نيسان الحالي بعد رحلة شاقة استمرت 36 ساعة من غرب الوﻻيات المتحدة من ساحل المحيط الهادي".


وفي كلام تفصيلي للسيد برونك حول طبيعة اسلامه ثم استبصاره، قال "رحلتي إلى الإسلام تمتد من صيف عام 2001 إلى 2008 . أول مرة التقيت فيها بمسلم كانت في مدرسة صيفية كاثوليكية عندما كنت في الحادية عشر من عمري.
وقال "كان صديقي باكستانيا ولم اعرف أنه كان مسلما حتى تحدثنا ذات يوم كيف أن كلينا لم يكن كاثوليكيا. وعندما افترضت افتراضا ساذجا أنه كان ينتمي إلى طائفة مسيحية مختلفة لأن كلينا كان ينتمي إلى مدرسة كاثوليكية أخبرني عندها أنه مسلم."
وقال " استطيع أن أقول أن ذلك شدني ولسبب ما شعرت بانجذاب نحوه وكان ذلك بمثابة شمعة أوقدت في داخلي بطريقة يصعب تفسيرها. على الرغم من أنه لم يكن لدي أدنى خوف من الغرباء أو عداء أو نفور من الإسلام إلا أنني لم أبحث الإسلام بحثا عميقا حتى أصبحت في الثانوية".
وأضاف "لم تنطفئ هذه الشمعة في تلك الفترة ولكنني تأخرت في الانتباه لها. عندما حدث ما حدث في الحادي عشر من أيلول علمت أن هذا العمل الإرهابي لا يمكن أن ينسب إلى الإسلام. كنت أعرف مسبقا أن وحشية البشر قد تطال الجميع بغض النظر عن قوميتهم أو عرقهم أو دينهم".
ويضيف "ولأني لم أكن شديد التعلق بالمسيحية كدين ومن ثم لم أكن أذهب إلى الكنيسة إلا نادرا، فلقد كان اهتمامي بالأخلاق وبالذات الإلهية وبتعاليم المسيح عليه السلام أكثر من اهتمامي بعقيدة التثليث والفداء غير المشروط من خلال الإيمان فقط.
وقال "لقد تعرفت على المسيح كشخص وكنت دائما أؤمن أن الله هو إله واحد فرد كما هو مكتوب في التوراة \العهد القديم. وعلى الرغم من أنني التحقت بمدرسة أهلية كاثوليكية إلا أنني لم أقم بمراسيم المعمودية ولم أقبل عقائد المسيحية بشكل رسمي".
وقال "في حوالي عام 2005 كانت لدي الرغبة في البحث عن قدوة اقتدي بها وكانت لدي رغبة شديدة بالعدل بعد التعرف أكثر على الحرب في العراق، والقصف الإسرائيلي للبنان في 2006.


وقال "كانت فكرتي العامة أن الله قد اختار أناسا لحمل رسالاته إلى البشرية على مر الزمن وكنت أرى أن اليهودية والمسيحية والإسلام كانت شيئا واحدا لأن جميع هذه الأديان تدعو إلى إله واحد وأن الأنبياء والكتب المقدسة التي سبقتهم هي كلها من مصدر سماوي".
وقال "كان هدفي في ذلك الوقت البحث عن الحكمة مهما كان مصدرها وعن القدوة للتعلم منه. ولقد شمل ذلك قراءة السير الذاتية للمهاتما غاندي ولجيفارا والكتابات المتعلقة بالأخلاق لسيسيرو الخطيب اليوناني القديم وتعاليم بوذا. ومن الغريب فعلا أني كنت قبل ذلك عازما على أن أكون مسلما في يوم من الأيام، ولكن السؤال كان "متى".
وأضاف "كان أول ما قرأت هو "في خطى النبي" الذي كتبه طارق رمضان في أواخر عام 2007، وبعد ذلك بقليل قرأت "نهضة الشيعة" الذي كتبه ولي نصر. كان ذلك في السنة التي تخرجت فيها. وبعد أن قرأت عن الإمام الحسين عليه السلام في كتاب "نهضة الشيعة" لم يعد لدي اهتمام أن أقرأ عن الفهم السني للإسلام.


وقال "لقد عرفت الأمام الحسين قبل أن أعرف الإمام علي الذي ذكر أيضا في كتاب نهضة الشيعة والذي قيل عنه أنه كان نظيرا للسيسيرو في البلاغة بل هو أعظم منه وكذلك مسألة الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال "لقد رأيت في الإمام الحسين القدوة التي كنت أبحث عنها. لقد أحببت تعاليم المسيح في الإنجيل ولكني أحسست أنها لم تكن كاملة، وشعرت أنه لابد أن يوجد توازن بين اللاعنف المسالم وبين والمقاومة المسلحة ضد الظلم ولم أجد هذا التوازن إلا مع الإمام الحسين. ومن خلال الحسين بدأت أفهم النبي فهما أفضل".


وقال" في بداية عام 2008 عندما كنت في الفصل الثاني في كلية فرنسو المجتمعية التقيت بالشيخ ثائرالبغدادي في صف تاريخ العالم القديم. عندما التقيت به للمرة الأولى سألته من أي بلد هو (بسبب لكنته) ثم سألته هل هو سني أو شيعي".
وقال" يصعب علي أن أشرح شعوري بالراحة عندما أخبرني أنه كان شيعيا، وعلمت عندها أنني سأصبح مسلما عما قريب. قضينا بضعة أيام كل أسبوع نراجع التاريخ من أجل الدرس ونتحدث عن أهل البيت وعن مواضيع إسلامية أخرى. لقد نطقت بالشهادة
في بيتهم بحضوره وحضور زوجته بين العاشر من محرم وزيارة الأربعين، وبدأت بارتياد مركز فرزنو الثقافي الإسلامي ذي التوجه الشيعي".
وقال" لقد شعرت أنني وجدت الطريق الصحيح أخيرا، ولم أشعر بأي عبء في ممارساتي الجديدة التي أصبحت واجبا علي، وكانت عائلتي، ولله الحمد، موافقة على قراري بالتحول إلى الإسلام".


يذكر ان لوكاس برونك من مواليد مدينة فرزنو ولاية كاليفورنيا الامريكية وهو خريج جامعة الولاية ذاتها في قسم الجغرافيا .