الاستاذ صائب عبد الحميد _ العراق

 

الموالد والنشأة:

من مواليد العراق، ولد عام 1956م بمدينة "عانة"، ترعرع في أجواء فرضت عليه العقيدة الإسلامية وفق مذهب أهل السنة والجماعة، واصل دراسته الاكاديمية حتى نال شهادة الليسانس في فرع الفيزياء، ثم توجه إلى مهمة التدريس في هذا الاختصاص وباشر عمله في احدى المدارس الثانوية.
شاءت الاقدار الإلهية أن توفر له الأجواء المناسبة لارتقاء المستوى الفكري، فانتهز الاُستاذ هذه الأجواء وجعلها سبيلا لنيل أرقى مراتب الوعي الديني فوسع آفاق رؤاه، فكانت النتيجة أن أحاط علماً بقضايا قلبت له الموازين التي كان عليها فيما سبق، ثم لم تمض فترة من الزمن إلاّ وألفى نفسه مولعاً بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، فاتخذ قراره النهائي ولم تأخذه في الله لومه لائم حتى اعلن انتماءه لمذهب عترة الرسول(صلى الله عليه وآله).
التأثر بالحسين (عليه السلام)
يقول الاستاذ صائب عبد الحميد حول المنطلق الذي دفعة لتغيير انتمائه المذهبي:
بداية لم أقصدها أنا، وإنما هي التي قصدتني، فوفقني الله لحسن استقبالها،وأخذ بيدي إلى عتباتها. 


ذلك كان يومَ ملك عليَّ مسامعي صوت شجيّ، ربما كان قد طرقها من قبل كثيراً فأغضتْ عنه، ومالت بطرفها، وأسدلت دونه ستائرها، وأعصتْ عليه.
حتى دعاني هذه المرّة وأنا في خلوة، أو شبهها، فاهتزت له مشاعري ومنحته كل إحساسي وعواطفي، من حيث أدري ولا أدري...
فجذبني إليه.. تتبادلني أمواجه الهادرة.. وألسنة لهيبه المتطايرة.. حتى ذابت كبريائي بين يديه، وانصاع له عتوّي عليه..
فرُحْتُ معه، أعيش الأحداث، وأذوب فيها.. أسير مع الراحلين، وأحطّ إذا حطّوا، واُتابع الخُطى حتى النهاية.
تلك كانت قصة مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) بصوت الشيخ عبدالزهراء الكعبي يرحمه الله، في العاشر من محرم الحرام من 1402 للهجرة.
فأصغيت عنده أيّما إصغاء لنداءات الإمام الحسين..
وترتعد جوارحي.. لبيك، يا سيدي يا بن رسول الله.
وتنطلق في ذهني أسئلة لا تكاد تنتهي، وكأنّه نور كان محجوباً، فانبعث يشق الفضاء الرحيب دفعةً واحدة..
وتعود بي الأفكار الى سنين خلتْ، وأنا أدرج على سلّم الدرس، لم أشذّ فيها عن معلّمي، فقلت: ليتني سمعت إذ ذاك ما يروي ظمأي...
ثم يضيف الاستاذ صائب: فاستضاءت الدنيا كلّها من حولي، وبدت لي شاخصة معالم الطريق..
فرأيت الحكمة في أن أسلك الطريق من أوّله، وابتدىء المسيرة بالخطوة الاولى لتتلوها خطى ثابتة على يقين وبصيرة...

 

ما بعد مرحلة اليقظة:
كانت هذه مرحلة اليقظة التي فتحت بصيرة الاستاذ على آفاق رحبة، حتى ألقى بعدها بنظره الثاقب وبذهنيته الموهوبة والمتفتحة نظرة عابرة إلى الساحة الاسلامية، فوجدها ساحة ممزقة تعيش حالة الشتات والاختلاف، فثار ضميره الحي قائلا: ما أجمل أن نقف بكل حياد ونعقل على أسباب ودواعي الخلاف الحاصل بين المسلمين، مدركين أنّ المهم في الأمر هو ظهور النهج الاسلامي الأصيل الحنيف وليس غلبة هذا الاتجاه أو ذاك.
ثم بادر الاستاذ صائب إلى شد الرحال ليخوض غمار بحث اكتشاف الحقيقة، واستمرت رحلته المديد من الزمن، فكانت ثمرتها الحصول على تجارب عديدة كما كانت مكلّلة بالتوفيق والنجاح رغم احاطتها بالكثير من المشاكل والصعوبات.
يقول الاستاذ صائب: "قد لا تكون التجارب في ميدان العقيدة عزيزة، فربّما خاضها الكثيرون من أبناء كل جيل، ولكن انتصار اليقين والحق المجرد عن عاطفه هو العزيز في تلك التجارب".


إلتفاته إلى خطورة التعصب:
يرى الاستاذ أن التعصب هو من الموانع والعقبات التي تعتري طريق الباحث لتصده عن الحق، وأن العصبية تمنح كثيراً من المفاهيم هالة قدسية، لكنها سراب لا حقيقة لها، وكم صدّت العصبية فحولا عن مواصلة الطريق نحو الحقيقة الثابتة.
ولكن حيث كان الاستاذ صائب عدواً للعصبية حيثما وجدها، فلم يترك أثرها السلبي عليه في سيره نحو الحقيقة.
لكن كان ثمة نوع آخر من العاطفة يشده إلى الوراء وهو الوفاء للذكريات، لكن الاستاذ بعد تركه للتقليد الأعمى وارتقاء مستوى وعيه في البحث والتتبع والاستقصاء يقول: "آخيت ذكرياتي الماضية واحسنت صحبتها حتى النهاية".
وذلك لأنّه كان يعتبر أن الماضي كان مرحلة زاخرة بعلامات الاستفهام التي منها تمكن من الوصول إلى الحقيقة في نهاية المطاف.
ثم لم يكتف الاستاذ بعد المامه بالحقائق أن يكون هو الوحيد المنتفع منها، فبادر إلى التأليف والنشر لتعمّ الفائدة الجميع.

 


مؤلفاته:
(1) "منهج في الانتماء المذهبي":

(2) "ابن تيمية، حياته، عقائده":

(3) "تاريخ الاسلام الثقافي والسياسي" (مسار الاسلام بعد الرسول ونشأة المذاهب).

(4) "حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي":

(5) "تاريخ السنة النبوية، ثلاثون عاماً بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)":

(6) "ابن تيمية في صورته الحقيقة":

(7) "الزيارة والتوسل":

(8) "خلافة الرسول بين الشورى والنص":

(9) "الوهابية في صورتها الحقيقية":

(10) " معجم مؤرخي الشيعة":

(11) علم التاريخ ومناهج المؤرخين: