بقلم: وجدي الجمعي _ تونس 

 

بداية لم أكن أسمع بالمذهب الشيعي ولا أعرف ماهيته ولكن في المقابل كان لدّي ابن عم لي قيل أنّه من المتشيعيين، في أول الأمر لم أفهم معنى كلمة التشيع ولكن كل ما كنت ألاحظه على سلوك ابن عمّي من استقامة وأخلاق لم تكن موجودة عند الباقين حتّى إخوته ومضافا إلى ذلك كنت أراهم يتهكمون عليه ومن طريقة صلاته وأنا لم أفهم إلى أن جاء اليوم الذّي دار فيه النقاش مع ابن عمّي وأقارب لي وكان بينهم شيخ يجادل ويفنّد كل ما يقوله ابن عمّي من أدلة حول إمامة أئمة أهل البيت عليهم السلام وكنت أستمع إلى هذا الحوار دون أن أشاركهم فيه.

في إحدى زيارتي إلى دار ابن عمّي وجدته يصلّي بطريقة لم أعهدها عند البقية فسألته فضولا لماذا وكيف هذه الصلاة (وكنت وقتها أبلغ من العمر 18 سنة ولا أصلّي) فأفهمني أنّ المذهب الحقّ هو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وأعطاني كلّ الأدلة من النصين القرآني والنبوي الشريف إلاّ أنّي لم أفهم كل ما قاله وللأمانة كان يدعوني للصلاة وكنت للأسف لا أستجيب.

مرت الأيام واكتشفت أنّ أخي تشيّع على يد ابن عمّي وانتقلت إلى مدينة قابس للدراسة وبدأت أتعرّف على مذهب أهل البيت عليهم السلام وكنت بين الفترة والأخرى ألتقي بابن عمّي وكان لا يترك فرصة إلاّ وحدثنّي عن المذهب الحق وكنت "متعاطفا معه".
وجاء يوم الحسم ، فعند اندلاع الإنتفاضة الفلسطينية وكنت وقتها متحمسا للغاية وعدت في شهر جانفي يناير من سنة 2002 إلى مسقط رأسي المتلوي من ولاية قفصة فوجدت أخي في انتظاري وطلبت منه أن يوقظني باكرا للدراسة فقال لي أنّه سيوقظني لصلاة الصبح فقلت له إنّي لا أعرف كيف أصلّي وعلّمنّي كيفية الصلاة وفقا لمذهب أهل البيت عليهم السلام وشيئا فشيئا توطدت علاقتي بالمذهب وأصبحت أبحث عن أي معلومة تفيدني كما كنت معجبا بالمراجع العظام.

 

في نفس السنة قمت بمراسلة الإخوة في ايران وقاموا بمراسلتي ومدونّي بكتب عقائدية إلاّ أنّ السلطات قامت بمصادرتها وتم ايقافي واستجوابي إلاّ أنّي تمكنت من تضليلهم وقاموا بتفتيش بيتي ولم يجدوا أي دليل يريدون إدانتي به.
وهكذا ازددت اصرارا على اتباع المذهب الحق ويوما بعد يوم ازددت اطلاعا وها أنا اليوم لا أزال مسيرة العلم والحمد لله والفضل يعود لله وابن عمّي ثم أخي.