السيد باسل بن خضراء الحسني 

المولد والنشأة:

ولد عام 1969م في سوريا بحلب، نشأ في أسرة تعتنق المذهب الحنفي، واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على شهادة معهد متوسط للكهرباء بصفة مساعد مهندس.

 

تفتح آفاق الرؤية:


يقول السيد باسل حول بداية انفتاحه على الآفاق الواسعة من الوعي والمعرفة: كنت في المرحلة الإعدادية حيث بدأت أعي ما حولي وبدأ معي شعور معرفة من أنا، ثم بدأت بالتدريج نحو اكتشاف الحياة ماضيها وحاضرها، ولم أكن متعصّباً بالمفهوم السائد، وكان دأبي التحسّب لكل خطوة أخطوها أو كل كلمة أقولها.
ويضيف السيد باسل: ومن خلال البحث وجدت نفسي أنني أعيش في أجواء قد هيمن عليها التعتيم والتضليل واحتكار العلم، ورأيت المعتقد الذي أنا عليه لم يصل إليّ إلاّ عن طريق الوراثة والتقليد والتبعية، ورأيت نفسي مصداقاً لقوله تعالى حول التبعية العمياء: (إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّة وَ إِنَّا عَلَى ءَاثَـرِهِم ُّهْتَدُونَ ) (الزخرف: 22)، فرفعت يدي بالدعاء إلى الباري عزّوجلّ لينقذني مما أنا عليه، فسرعان ما جاءت الاجابة، فتوفرت لي ظروف أدخلتني في دائرة البحث والخوض في غمار تاريخنا الاسلامي، فدققت وتابعت وسألت وواجهت حتى انتبهت لأمور كنت بعيداً عنها وغافلا عن عمقها.

 

معرفة عودة نسبه إلى الشجرة النبوية:
يقول السيد باسل حول كيفية تعرّف عائلته على صلة نسبهم بالشجرة الحسنية المباركة: في سنين مضت ذهبت مع والدي لزيارة أحد أقربائنا العائد من فريضة الحج، فتبيّن لنا أنّه قد اكتشف هناك أن اصولنا تنتهي إلى المغرب وترتبط بالشجرة الحسنية الشريفة ثم ذكر قريبي أنّه قرّر السفر إلى المغرب للاستطلاع حول هذا الأمر، وفعلا سافر قريبي إلى المغرب وغاب مدة شهر، ثم عاد وهو يحمل صكاً بالاعتراف من قبل المملكة المغربية بتابعيتنا لهم.
ويضيف السيد باسل: إن ما شّد انتباهي لهذه القضية أنّه كيف يعود نسبنا إلى الشجرة النبوية الحسنية المباركة! وما علاقة وجودها في المغرب مع علمي أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالمدينة المنوّرة، ولماذا تشتّت هذه العائلة وتفرّقت بين الشرق والغرب؟ فسألت قريبي: فوجدته يتهرّب من الإجابة!
ثم سافر أبي أيضاً إلى المغرب للحصول على صك أخر، أو ما يقال في العرف الحالي "الجنسية"، وكان ذلك عام 1980م، وكنت أنا في الصف الثاني الاعدادي، ودام سفره شهراً إلاّ بضعة أيام، ثم عاد ومعه الجنسية المعترف فيها أننا من أنساب العائلات الحسنية، ففرحت بذلك ولا سيما حينما رأيت اسمي مدوّن معه، ثم تبادر إلى ذهني السؤال القديم، فوجهته إلى والدي ولكنه أيضاً لم يجبني على ذلك.

 

الاهتمام بالكتب الدينية:
بعد أن تبيّن للسيد باسل أنه من ذرية رسول الله ومن سلالة أهل البيت (عليهم السلام) ، حفّزه هذا الأمر على البحث والاهتمام بما له صلة بالدين، ويقول السيد باسل حول كيفية حصوله على أوّل كتابي اسلامي والنتائج التي اعقبت مطالعة هذا الكتاب: أنه صادف في احدى جولاته في دمشق أن وقع نظره على واجهة احدى المكتبات فرأى كتاب "النهاية في الفتن والملاحم" لابن كثير الدمشقي. فسأل البائع عن مضمون ومحتوى الكتاب، فقال له البائع: إن هذا الكتاب يحتوي على مجموعة من الأحاديث النبوية حول الأحداث التي سوف تحدث بعده إلى قيام الساعة. واضاف له قائلا: إن هذا الكتاب يعدّ من الكتب الموثقة والجيدة والكاتب من المعروفين القدماء.
يقول السيد باسل: وقع حبّ ذلك الكتاب في قلبي، وشعرت أنني لا استطيع الاستغناء عنه، فسألت البائع عن ثمن الكتاب فلما اخبرني بذلك تراجعت قليلا إلى الوراء لعدم وجود ما يكفي لشرائه حيث كنت في فترة لم أعمل بها، فتحيّرت في أمري، وبدأت أفكر عن المصدر الذي يمكّنني من خلاله الحصول على هذا المبلغ. فطلبت من والدي هذا المبلغ لشراء ذلك الكتاب، لكنّه حبّذ أن يكون اهتمامي بشراء الملابس أو بعض الأطعمة الخفيفة التي يفضّلها الشبان.
فلم يجد السيد باسل بُداً سوى البحث عن عمل يوفر له المال الذي يريده، فذهب إلى أحد اقربائه الذي كان له دكان خاص بالاصلاحات الكهربائية، وطرح عليه فكرة العمل عنده، فقبل قريبه ذلك، ومن هنا تمكّن السيد باسل من الحصول على ذلك المبلغ وشراء ذلك الكتاب.
ويقول السيد باسل: اخذت الكتاب وانصرفت إلى المنزل وكانت فرحتني غامرة، حيث أنني كنت لأول مرة أشتري بها كتاباً اسلامياً يحتوي على عدد من أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقد كنت بالسابق أقرأ قصص وروايات تعني بالقضايا البوليسية والأمور الصناعية.

 

أوّل حديث نبوي قرّبني إلى التشيّع:
يقول السيد باسل: إنّ أوّل حديث نبوي لفت انتباهي من الكتاب الذي اشتريته، هو إشارة النبي(صلى الله عليه وآله) إلى أنّ اثني عشر خليفة قرشياً سيلون أمر الأمة الاسلامية، ورغم أنني انهيت قراءة الكتاب ولكنّ هذا الحديث بقي في خاطري وبدأت استفسر: من هم الاثنى عشر خليفة المنصوص عليهم حسب الحديث؟ فتلقيت اجابات عديدة من بعض مشايخ أهل السنة من قبيل مدير معهد شرعي في منطقتي "دوما" حيث أنني خضت معه حواراً حول هذا الحديث وغيره، فلم يفصح لي عن مدى مصداقية الأحاديث أو نفيها، بل صاح بي وطردني من المسجد! وبدأت احث الخطى في مناقشة اعلام السنة مثل الدكتور محمد رمضان البوطي، والشيخ الارناؤوط، والشيخ الالباني عندما اقام في سوريا لفترة، والشيخ محمود الحوت مدير معهد شريعة في حلب، والشيخ زكريا خطيب أحد المساجد في قرى حلب، وجرى الحوار حول الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري ومدى مصداقيتها. إلى أن قدّم أحد الأخوة الجزء السادس من كتاب البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي، وتساءلت في نفسي لماذا اختار لي هذا الجزء بالتحديد وعندما قرأته ووصلت إلى حوادث سنة 40هـ و61هـ ومقتل الامام علي (عليه السلام) ومقتل الامام السبط الحسين (عليه السلام) خنقتني العبرة، وذرفت عيناي الدموع، وتبيّن لي أن خلف الستار أموراً كثيرة لم تتضح لنا بعد.

 

مواصلة البحث:
يقول السيد باسل: واصلت بحثي حول الخلفاء بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)، إلى أن واجهت حديث الثقلين وخطبة الرسول الأعظم يوم غدير خم ورزية الخميس، فدفعتني شكوكي لطلب الاستيضاح من هذه الروايات عند بعض علماء السنة المعاصرين، فمنهم من أثبت، ومنهم من طلب مني عدم الخوض في هذا المجال، لأنّها: أمور جرت في الماضي، ولكن لم أجد من يشكك في مصداقيتها.
ويضيف السيد باسل: بقيت على هذه الحالة إلى أن صادف أن زرت أحد العلماء السادة من معتنقي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وهو السيد عبدالمحسن السراوي، فسألته حول بعض الشبهات التي تلقى حول عقائد الشيعة، فبيّن لي المنهج الصحيح والفكر الرشيد عند أهل البيت (عليهم السلام) ثم قام بدرء الشبهات التي ذكرتها له، فهنالك حصص الحق، وتبين لي الواقع واتضحت لي الأمور، فلم أجد بداً سوى اتخاذ قراري النهائي بشأن المذهب الذي ينبغي لي اتباعه.

 

اعلان الاستبصار في مقام السيدة زينب:
يقول السيد باسل: بعدما تبيّن لي الحق وعرفت المسلك الصحيح من الخاطىء ذهبت إلى مقام السيدة زينب(عليها السلام) وطلبت الاذن منها للدخول واعلنت ولائي لأهل البيت (عليهم السلام) وبراءتي من أعدائهم والذين ظلموهم، فدمعت عيناي وندمت على ما فاتني، ولكنني فرحت أن هداني الله وأحسن عاقبتي في نهاية أمري.

 

مؤلفاته:
1- ومن النهاية كانت البداية": مطبوع

2- حوارات في ملفات شائكة: مطبوع

3-رحلتي نحو الحقيقة: مطبوع 

4- الخوارج بين الأمس واليوم: مطبوع 

5- الخوارج قرن الشيطان المتجدد: مطبوع 

 

المخطوطات:

1- مشاهد وحوارات حول آثار آل محمد (ع) في بلاد الشام.

2- طبقات النواصب من القرن الأول إلى القرن الخامس عشر

3- الشعائر الحسينية وزوار الحسين (ع).

4- الفرق الإسلامية ( الآثار والتبعات).

5- عبد الله بن سبأ مشكلة السنة.

6-الاسرائيليات أقطابها وروادها عند المخالفين.

7- مفاصل تاريخية.

8- شاهد عيان على ثورات الغلمان.

 

وله مقالات متفرقة في العديد من المواقع الألكترونية الشيعية.