الشيعة تقدم أمير المؤمنين على الثلاثة

 

 

كنت أدرس في الأزهر وقرأنا في المرحلة الثانوية جزءاً بسيطاً عن الفرق الشيعية ولكنها كانت لا تعنى بالفائدة ومما تكّون عندي وقتها ان الشيعة تقدم علي بن ابي طالب على ابي بكر وعمر في الامامة وكان عندي حب رباني للامام علي, لربما لان الله وفق اسرتي لاختيار تسميتي. كنت اقرأ عن شجاعته وسيفه في الاسلام وعلمه وانه مفتاح مدينة العلم وقضائه ونخوته وكرمه وانه قاتل صغيراً في بدر وكان اقوى الناس. لم اتخيل يوماً ما اني سأصبح شيعياً الى ان كبرت وعلمت ان الشيعة تسكن العراق وايران ولبنان وغيرها. قرأت عن الثورة الاسلامية في ايران وانها تحررت من التبعية للغرب والصهيونية.


لما انتشر الاعلام والفضائيات تعلمت أكثر ومنذ سنتين او اكثر اتابع قناة كوثر الفضائية. كنت اعمل في احدى المصايف التابعة لمصر في شمالها في صيف العام الماضي, كان هناك احد الاخوة ممن درسوا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, تكلمت معه كثيرا واعلمني انه قرأ وجهات نظر شيعية وراى انها محل اعتبار في غزوة بدر, كما ارشدني الى كتاب معالم المدرسيتن وكتاب المراجعات وتحدث معي كثيراً. تكلمت ذات مرة مع شاب ايراني وكنت سعيداً لذلك, كان من تبريز كما قال لي وهو اعلمني بموقعكم الكريم وتحدثنا كثيراً في تفسير القرآن واخبري بعيد الغدير.

 

عندما كنت في اسيوط في كلية الحقوق, كنت اتجول في مكتبة الدراسات العليا لانجز بحث في القانون الدولي العام (للحصول على درجة الماجستير من كلية الحقوق والحمد لله لم يتبقى لي في هذا الا مستوى في اللغة الاجنبية بشهادة معتمدة من اي مركز خاص بها وشهادة اخرى لاجادة معاملة الحاسب الالي واحصل على الماجستير ان شاء الله في اقل من شهرين) رأيت ركناً خاصاً لكتب الامامية وبدأت في قراءة كتاب الكافي لثقة الاسلام الكليني, بدأت بقراءة كتاب الحجة ووجدت كتاباً تناول فقه الصادق وقرأت في البحار والفقيه والوسائل وغيرها من الكتب, كنت ومازلت اقرأ لساعات واستنشق عبير النبوة الصرفة في روايات اهل البيت (عليهم السلام) في هذه الكتب. تناقشت مع اخ عراقي واعلمني بمدلول حديث الائمة الاثني عشر وكان من ديالي كما قال لي, وزادني كثيراً في آية المباهلة وحديث الكساء وحديث المنزلة وآية الولاية.

 

في احدى المرات في اواخر شهر شعبان ذهبت لصلاة العشاء في احد مساجد القرية, فقابلني احد الوهابية الذين انتشروا مؤخراً (لا ندري من اين وفدوا, هو من القرية في النهاية), قال لي لا تدخل هذا المسجد لان فيه مشهد لاحد الشيوخ وان هذا نصف تشيع, فجادلته واشتد الحوار بيننا وان التشيع ليس سبه وانه مذهب اسلامي له منطقه القوي, فعجر عن الرد في كثير مما تكلمنا فيه, لكن يبدو اني اضعت وقتي معه ولم اتمكن من صلاة العشاء في جماعة انا وهو ايضاً, وسار كل منا الى بيته.

 

في ليلة الاسراء قلبت افكاري وكنت مهموماً, اعرف الحقيقة ولكن لا ادري ولا اجد حولي من يساعدني الى ان غلبني النوم, رأيت في المنام كأني بكربلاء ارى مصرع ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وارى فرحة بني امية وتمثيل قاتليه, فاين هم واين هو... الى ان استيقظت واعتنقت التشيع الذي ارى انه مولوداً بداخلي غير اني اعلنته لنفسي واتخذته دينا, وكم اتنمى ان اذهب وازور كربلاء واتلقى العلم من الحوزة العلمية واجلس بين يدي المراجع العظام, فانا غريب في دنيا محطية بي في صعيد مصر.