ما رأي السلفية في كلام تلميذ ابن تيمية في وصف أهل البيت ؟

 

بقلم: السيد الطاهر الهاشمي


أتعجب من أمر السلفيون، فهم يناصبون العداء لأهل البيت عليهم السلام على الرغم من أن شيخهم ابن القيم الجوزية قد تحدث فيما روي عنه من أحاديث بأمور كثيرة عن مناقب أهل البيت وفضائلهم وضرورة الاتباع بهم والاستنان بسنتهم والاهتداء بهديهم، وابن القيم هو الذي يعتبر التلميذ النجيب لشيخهم الأكبر ابن تيمية حيث درس على يد ابن تيمية ولازمه قرابة 16 عاما وتأثر به، وسجن في قلعة دمشق في أيام سجن ابن تيمية وخرج بعد أن توفى شيخه عام 728 هـ.
قال الشيخ ابن القيم الجوزية يصف أهل البيت عليهم السلام في كتاب جلاء الأفهام (1): (ولما كان هذا البيت المبارك المطهر اشرف بيوت العالم علي الإطلاق خصهم الله سبحانه وتعالى منه بخصائص) منها: (أنه سبحانه جعلهم أئمة يهدون بأمره إلى يوم القيامة فكل من دخل الجنة من أولياء الله بعدهم فإنما دخل من طريقهم وبدعوتهم)


ومنها: (أنه أمر عباده بأن يصلوا علي أهل هذا البيت كما صلي علي أهل بيتهم وسلفهم وهم إبراهيم وآله وهذه خاصية لهم) ومنها:
(إن الله سبحانه ابقي عليهم لسان صدق وثناء حسنا في العالم فلا يذكرون إلا بالثناء عليهم والصلاة والسلام عليهم)
ومنها: (جعل أهل هذا البيت فرقاناً بين الناس فالسعداء أتباعهم ومحبوهم ومن تولاهم والأشقياء من أبغضهم وأعرض عنهم وعاداهم فالجنة لهم ولأتباعهم والنار لأعدائهم ومخالفيهم) ومنها:


(أنه سبحانه جعل خلاص خلقه من شقاء الدنيا والآخرة علي أيدي أهل هذا البيت فلهم علي الناس من النعم ما لا يمكن إحصاؤه ولا جزاؤها ولهم المنن الجسام في رقاب الأولين والآخرين من أهل السعادة والأيادي العظام عندهم التي يجازيهم عليها الله عز وجل) ومنها:
(أن كل ضرر ونفع وعمل صالح وطاعة لله تعالي حصلت في العالم فلهم من الأجر مثل أجور عامليها ) (فسبحان من يختص بفضله من يشاء من عباده) ومنها: (أنه سبحانه وتعالي سد جميع الطرق بينه وبين العالمين وأغلق دونهم الأبواب فلم يفتح لأحد قط إلا من طريقهم وبابهم).
ومنها: ( أنه سبحانه خصهم من العلم بما لم يخص به أهل بيت سواهم من العالمين فلم يطرق العالم أهل بيت أعلم بالله وبأسمائه وصفاته وأحكامه وأفعاله وثوابه وعقابه وشرعه ومواقع رضاه وغضبه وملائكته ومخلوقاته منهم فسبحان من جمع لهم علم الأولين والآخرين ) ومنها:
( أنه سبحانه خصهم من توحيده ومحبته وقربه ولاختصاص به بما لم يخص به أهل بيت سواهم).


ومنها: ( أنه سبحانه مكَّن لهم في الأرض واستخلفهم فيها , وأطاع لهم أهل الأرض , ما لم يحصل لغيرهم ).
ومنها: ( أنه سبحانه أيدهم ونصرهم وأظفرهم بأعدائه وأعدائهم بما لم يؤيد غيرهم ومنها: ( أنه سبحانه محى بهم من آثار أهل الضلال والشرك , ومن الآثار التي يبغضها ويمقتها ما لم يمحه بسواهم ).


ومنها: ( أنه سبحانه غرس لهم من المحبة والإجلال والتعظيم في قلوب العالمين ما لم يغرسه لغيرهم) انتهي قال تعالى{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}… صدق الله العلي العظيم ( القصص آية 5-6 ) .

 


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل الله علي سيدنا محمد وعلي آله الطيبين الطاهرين.

 

السيد الطاهر الهاشمي 
نقيب السادة الأشراف بمحافظة البحيرة والعضو المصري للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)

________________________________________________________________________________________________

 

الهوامش:

 

 1 - جلاء الأفهام - ابن قيم الجوزية الكتاب : جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام
المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر : دار العروبة - الكويت الطبعة الثانية ، 1407 - 1987
تحقيق : شعيب الأرناؤوط - عبد القادر الأرناؤوط ص 309 وص 310