الشريف خالد محيي الدين الحليبي _ مصر

 

 

رحلتي الى مذهب اهل البيت(ع)

 

 

 

 

 

 

 

(الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنورثم الذين كفروا بربهم يعدلون )جعل الله تعالى النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وهي أمان لأهل السماء كما قال المصطفى صلى الله علية واله كما أن أهل البيت أمان لأهل الأرض في بيوتهم نزل الهدى ومنهم خرج كل علم ونسب إلى أبيهم أمير المؤمنين من يشأ الله هداه إلى ولايتهم ومن أضله الله تعالى خرج عليها قال تعالى فى أمير المؤمنين ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـالمائدة) والإيما ن بهذة الولاية كالموت بإذن الله تعالى قال عزوجل(وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ـ يونس 100) واحمد له الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ـالأعراف) أما بعد

 

المقدمة


تربيت فى حى من أحياء القاهرة مليىء بعبق التاريخ يحمل بين جنباته الأصالة والتفرد حتى فى العادات والتقاليد من بين أحياء مصر قاطبةً وهو حي السيدة زينب فإذا ذهبنا إلى أمريكا لانقول أننا من القاهرة بل نقول من السيدة زينب فلا نسمع إلا رضى الله عنها وأرضاها وإذا ذهبت لأقاصى محافظات الجنوب بأسوان وسئلت من أين قلت من السيدة زينب وكأنها عاصمة العراقة والعادات والتقاليد بل والدين وإذا إنكمش هذا الدين ينكمش إلى أحيائنا وفى منتصف هذا الحى فى القلب منطقة تسمى زين العابدين وهو حى سماه الناس بهذا الإسم لأن به مسجد مشهد الرأس الذى نصب فيه رأس الإمام زيد الشهيد إبن الإمام زين العابدين فيطلقون عليه زين العابدين يحد منطقتنا من الجنوب مسجد سيدى حسن الأنور وأبيه زيد الأبلج إبن الإمام الحسن إبن على بن أبى طالب ومن الشرق مسجد السيدة نفيسة "رضى الله عنها وأرضاها" إبنة حسن الأنور إبن زيد الأبلج بن الإمام الحسن وحولها مشاهد كثيرة لآل البيت كقبر السيدة عاتكة عمة رسول الله " صلى الله عليه وآله" والسيدة رقية إبنة الإمام الحسين والسيدة سكينة والسيدة عائشة إبنة الإمام جعفر الصادق .
هذه هى مدينتنا التى تربيت بها عادات وتقاليد شعبية أصيلة خرج من جنباتها كبار كتاب مصر ومفكريها وعظمائها

فكل عظيم متقاعد تجده يأتى إلى هذه الأماكن باكياً ملتمساً منها البركةً أو حاجةً فى نفسه يريد تحقيقها حتى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يزورها قبل موته مرتين.
وأما عن عائلتى فهى عائلة عادية كأى عائلة ولكن فيها شىء روحانى خفى فدائماً تأتينا السيدة زينب "رضى الله عنها وأرضاها" فى المنام فجاءت لجدتى وكنت مريضاً ببطنى وكدت أموت من الحمى فوصفت لها طعاماً أطعمه وأكثر منه وهو اللبن والتمر وجوز الهندوكانت تأتى لوالدتى يرحمها الله تعالى توجههم لشىء ما يكون فيه صلاحاً فى الدين أو حلاً لمشكلةٍ غارقين فيها والعجيب المعروف فى هذه العائلة المشهود له من الجميع أن أى أحداث نعرفها ونراها منامياً قبل حدوثها فقبل إغتيال السادات علم أكثر من فرد فى هذه العائلة بذلك وكذلك قبل زلزال 1992 ولنا جذور كبيرة بصعيد مصر بمحافظة المنيا وقنا معقل آل بيت محمد حفظها الله تعالى من كل سوء وبارك لنا فيها وفى أهلونا بها وبكل آل بيت محمد "صلى الله عليه وآله" فى كل مكان .
بداية الهداية للدين عامة أياً كان هذا الدين أى إسلام بلا مذاهب ولاهدف

مرت بنا أيام كنا كعامة الشباب ولكننى كنت محافظاً على الصلوات لااقطعها مهما كانت الظروف وأصوم وفى عام 1980 تم إغتيال الرئيس السادات وكم كنت أكره هذا الرجل الذى لم يأتى فى تاريخ مصر الحديثة ألعن منه وقد قتل الله تعالى هذا الرجل الكذاب الأشر ووجدت أخيراً فى علوم آل بيت محمد أن إغتياله علامةًمن علامات الساعة كما فى كتاب بشارة الإسلام حيث روى الأئمة (فإذا صفت الصفوف وجهزت الجيوش وقتل الكبش الخروف عندها يقوم الآخر ثم يقوم القائم) وهذه من مثبتات ثبتتنى على ما أنا عليه أخيراً لعدم تكرار هذا الحدث من قبل لم يقتل رئيساً وسط حرسه بهذه البشاعة إلا هذا الرجل الذى إنتقم الله منه لإغراق كل الأمة العربية والإسلامية ومسئوليته عن ذلك فى هذا المستنقع الذى لاتجد الأمة له مخرجاً إلا الله تعالى وبعدما قتل هذا الرجل كان فى مصر كثير من الجماعات الإسلامية وفى هذا الوقت بحق كانوا رجال لايتمسكون إلابالنص ولو هداهم لأى شىء فيهم صدق وبراءة الفتيان وصدق القائل هلك الصالحون فلم يبقى إلا أناسٍ كجلد الأجرب وكانت لهم سمعة طيبة ونشاط كبير فى الجامعة ثقافى ودينى وإجتماعى وكنت لاأعلم عنهم شىء إلا الظاهر أنهم يقولون صدق وما عملوه لابد أن يكون ورائه شىء خفى .

 

وقام الإعلام بدوره المشهود فى إضلال الأمة وخرجت الأبواق من قائل أنهم إعتمدوا على فتوى لإبن تيمية وهى خاطئة ومنهم من يخطئهم ويخرج علينا احدهم قائلاً أنهم إعتمدوا على قوله تعالى(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون ـ المائدة) هذه الآية لاتخص المسلمين بل هى خاصة باليهودوهنا زاد الطين بلة وقلت فى نفسى معنى ذلك أن حوالى ثلث القرآن فى اليهود لايخصنا منه شىء وثلث فى المنافقين فلن يتبقى للمسلمين إلا سورة محمد والمؤمنون وعدة سور ما هذا النفاق الواضح والجهل الفاضح الذى لايقبله عقل صبى صغير وبدأ الشك يدخل فى قلبى فقلت فى نفسى لماذا أعتمد عليهم علىّبشراء كتب بن تيمية لأرى ماذا فيها وتم تدبير مبلغ من المال والإتفاق مع زملاء الجامعة فى ذلك الوقت وقد إشتريت كتاب مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية وهو مجلد واحد وكتاب الكون والإعجاز العلمى للقرآن وكتاب آخر إسمه الإعجاز النووى للقرآن وقد تأثرت كثيراً بكتاب الإعجاز العلمى لمنصور حسب النبى وبين لى مدى عظمة الله ولم يفيدنى كتاب إبن تيمية فيما أبحث عنه إلا الطعن الكثير فى التتار وأنه يقيسهم كفرقة كافرة فلم أفهم ماذا يقول وماهو حنقه على هؤلاء لأنها ليست قضيتى الآن ولكن بدأت أقرأ عن كيفية الطهارة والصلاة .

 

وفى السابع عشر من ربيع الأول رأيت رؤية على أثرها أطلقت لحيتى وألتزمت بما فى يدى من كتب الدين وهى أننى رأيت وجه رسول الله الكريم حقيقةً وعن قرب وبوضوح شديد ولو كنت رساماً لاستطعت رسمه ومن حينها وأنتابتنى حالة من النهم الشديد فى القراءة وحفظ القرآن حتى كنت أحفظ الربعين واحياناً ثلاثة كل يوم كما أن الكتاب ذو الحجم 250 ورقة أنهيه فى يوم بليلة وفى عامين اوثلاثةً أصبح عندى مكتبة ضخمة وأعرف الكثير عما لايعرفه من حولى من كتب الدين والفقه والأصول والتفسير والشريعة والغزو الفكرى بالذات.

 

وكان إبن تيمية عندى عالماً عظيماً قرأت له كتاب التوحيد ولإبن عبد الوهاب وكنت أعتقد فى كفر من صلى بمساجد الأولياء والأضرحة والعجيب أننى قرات فى كتاب التوحيد لإبن عبد الوهاب سباب وتكفير في السيد البدوي وفيما بعد عند قرآة وثيقة نسبنا يتبين لنا أننا من أولاد أخيه علي البدري فانظر كيف يوقع بنا الظالمين لكي نكفر آبائنا وأجدادنا ونتخللى عن تراثنا وحضارتنا وأئمتنا ووجدت الأسم الموجود في الوثيقة مكتوب حول المشهد البدوي بطنطا في مصر فازددت عجباًمماكنت فيه وإرادة الله تعالى بي وفي هذا الوقت كانت هناك تيارات دينية فيالجامعة كالإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي والتكفيرالذين يسمون أنفسهم بالمسلمون فعرض علي أحدهم قراءة كتاب العقيدة الطحاوية فقرأته ثم الإيمان لإبن تيمية وكتاب معارج الأصول للحافظ الحكمي والعقيدة الواسطية أيضاًلإبن تيمية وقرأتهم كعامة المسلمين وأقتنعت بكثير منها ولكن هناك أشياء إستوقفتني كثيراً خاصة كتاب الإيمان المليئ بالعبث العائدي وانا أسميه عبث لما سأبينه فيما بعد وكذلك كتابه الملعون المسمي بمنهاج السنة والذي أعلن فيه صراحةً قائلاً [ الحسين يستحق القتل لخروجه على إمام زمانه وتهجم كبير على الشيعة في وقت كان فيه الإمام الخميني ثائراًعلى الغرب وعاد الاخرة(أمريكا) والزمان لايصلح لهذا الكلام ولو كان حقيقة فالعقل يحتم ذلك لن أمة محمد لها كتاب واحد ورب واحد ونبي واحد وبالرجوع لكتب العقائد السالفة وجدت بها بعض النقاط التي لم أقتنع بها ويرفضها العقل جملةًوتفصيلاً

 

(1)القول بأن الكفر كفران.


وهما كفر أصغر وكفر أكبر وأن المسلم يمكن أن يكون كافراً كفر أصغر وعندما ناقشتهم في ذلك إعتبروه تشكيك في العقيدة فقلت لهم كيف أكون ناجحاً وراسباً في نفس الوقت. العقل والمنطق يحتمأ، أكون إما ناجح أو راسب قال تعالى (هو الذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمن ـ التغابن 9فمن أين هذا الفر الأصغر الذي جاء به إبن تيميةفقيل لي القياس على هذا قال رسول الله صلى الله عليه واله(أخشى ما أخشاه علي أمتي الشرك الأصغر قالوا وما هو يارسول الله: قال الرياء يقوم احدكم فيزين صلاته إلى صلاته )وبالرجوع لكتب السنة وجدنا رواية واجهناهم بها وهيأن رسول الله صلى الله عليه واله قال أنه( الشرك الخفي) وذلك لعدم إطلاع أحد عليه إلا الله ولايمكن ومن المحال الممتنع أن نقتل أحداً لأنه أتقن صلاته ونتهمة بالرياء فلا نفرق بين المرائي والمتقن لصلاته ولذلك سمي الشرك الأصغر .

 

(2)الخلود خلودان.


وهنا يقولون بأن عقيدة الموحدين هم الذين يعتقدون بأن الخلود خلودان خلود بمعنى طول المكث وخلود أبدي لايخرج صاحبه ولأول وهلة هنا عندما قرأت هذة القولة للنووي على الفورتذكرت قول اليهود وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون عليى الله مالا تعلمون بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولائك أصحاب النار هم فيها خالدون ـ البقرة) وهذا أول رد عليهم والثاني بعد البحث في كتاب الله تعالي تبين أن الله تعالي توعد وعيدا ًلمن يفعل ثلاثة جرائم وهي عصيان الله تعالى والرسول وتعدي الحدود بالخلود فقط في آية النساء كما في قوله تعالى (ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ـ النساء14)هذه ثلاثة جرائم المفروض أن اللآيه يكون فيها الخلود الأبدي وذلك لأن في أية الجن بين تعالى أن جريمتين فقط وهما عصيان الله والرسول تستوجبان الخلود الأبدي كما في قوله تعالى (ومن يعصي الله ورسوله فإن له نار جهنم خالداً فيها أبدا ـ الجن23)ولتكون قاعدتهم صحيحة المفروض هنا يكون الخلود فقط لأنها جريمتين فقط وهما عصيان الله والرسول وهنا يبطل كذبهم وجهلهم بالنصوص التي بين أيديهم .ثانياً: بين النووي أنه إعتمد فى هذا الكلام على قوله تعالة (خالدين فيها ما دامت السوات والأرض ـ هود107) وهنا أجبناهم بأن الله تعالى يقول( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ـ إبراهيم 48)وماهذا الدوام لعذهبهم تحت قبة السوات السبع في الدنيا إلاالعذاب الأدنى الذي قال تعالىفيه( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون )وهو عذاب في الدنيا وبعد الموت يعذبون إن لم يكونوا من المنظرين كما في قوله تعالى عن أمة فرعون (النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب .

 

(3)الإمامة وسنة الخلفاء الراشدين ما هيى.


وجدت أن هذه الكتب كلها لم تحسم قضية الأئمة الأثني عشر من هم ولم أنتبه لهذه القضية في هذا الوقت ولكن كان الخلاف على سنتهم ماهي فقالوا أن قول رسول الله صلى الله عليه واله (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي )قالو أن الواو هنا واو مغايرهةو فهي سنة تختلف عن سنة رسول الله وذلك لفتح بان الإجتهاد السليم لعمر وغيرة وتبديل الدين والعبث به كما حدث بالضبط ويقننون ويوثقون أهواء سلفهم وكنت لاأستطيع جواباً فعرضت الأمر علي صديق بالتكفير والهجرة فرد عليهم رداًمازال يتردد في أذني من قوته ورجاحته فقال لهم أن الواو هنا ليست واو مغايرة ولكنها واو عطف ولو كان هناك واو مغايرة لكان قوله تعالى(وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله تالزخرف43) لكان هناك إلاهين للأرض وللسماء ثم تكلم عن تاريخ واو المغايرة وأنها مما دُس في اللغة العربية ولا يوجد في الغة إلا العطف وهنا نكون قد بينا أنها سنة واحدة قال فيها صلى الله عليه واله (تركت فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي 9 وهو ضعيف لوجود موسى إبن صالح الطابحي فيه ورواية أخرى( كتاب الله وعترتي ) ولاند ري من هم العترة في ذلك الوقت

 

(4)إسلام كل ناطق بالشهادة بغير قيد ولا شرط.


وهذ اكان أشد إزعاجاً لأن الأحاديث صريخة في ذلك الأمر كما في حديث زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال (من قال لاإله إلا الله مخلصاً بها قلبه دخل الجنة قلت : وما إخلاصها يارسول الله قال لأن تمنعه عما حرم الله ـ رواه الترمذي في نوادر الأصول ) كما بينا لهم أن الله تعالي لم يفرق بين الإيمان والعمل فإذا قال تعالى الذين آمنوا جاء ورائها بعملوا الصالحات قال تعالى (إلاالذين آمنوا وعملوا الصالحات ت العصر) كما أن الله تعالى ربط بين الإيمان وهو الإعتقاد القلبي والعمل وهو الإسلام كما في قوله تعالى(ياعبادي لاخوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ـ النمل).

 

وفي هذه الفترة كنت إذا أخطئت يأتيني رسول الله في المنام ليصوبني فأقرأفي الكتب أجد ماقاله في المنام لي موجوداًفيها فمثلاً ذات مرة جائني صلى الله عليه واله وقال لي لاتسرع الصلاة ولاتفتح أصابع يدك وأنت جالس ويدك على ركبتك في التشهد و بعد ذلك قدراً وأنا أقرأ في كتاب الجامع الصغير للسيوطي وجدت حديثاً لرسول الله صلى الله عليةه واله بهذا المعنى .
وأعجبني حسن منطق وردود هذا الزميل من جماعة المسلمين فتقربت إليه وسئلته من أين له هذا العلم فقال( إنما العلم عند الله ) أي يقصد العلم كله في كتاب الله وهو أصل هذا الدين ثم سئلني إبن تيمية خير أم رسول الله ؟ قلت له رسول الله ثم قال كل العلماء مجتمعين خير أم رسول الله فقلت له رسول الله فقال خلاص إنتهى عليك بتجميع كل كتب السنة أولاً البخارى ومسلم والنسائى والترمذى والمسانيد ... الخ وبعد ذلك تقرأ التفاسير ثم كتب اللغة العربية قال تعالى فى هذا ( إنا أنزلناه قرآناً عربياً ـ يوسف ) وقال تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ـ النساء ) فكيف تطيع الرسول وأنت لا تملك سنته .


فاقتنعت بما ذكره لى وقال لى إعلم ياأخى أن كل حكم من أحكام الله مثل حكم الصلاة كيف عرفت الصلاة من نص واحد؟ فقلت له لا من مآت النصوص وعلى ذلك كل حكم فلو إجتمعت الأمة على حكم وجمعت كل آياته ومروياته لخرجت بحكم واحد نعلم منه المحكم والمتشابه والعام والخاص والمجمل والمفصل ولكن إتبعوا الرأى فسئلت عنه فقالوا هو القول بالهوى دون النص وإرجع لقراءة الإحكام فى أصول الأحكام لإبن حزم فقرأت هذا الكتاب فقلبني رأ ساً على عقب خاصةً وهو من علماء القرن الثالث الهجرى وقد أعلن كفر أهل زمانه لتحزبهم وتمذهبهم وتركهم لكتاب الله وسنة رسوله وعملهم بالرأى وترك النص ولكن ظهرت مؤاخذة على هذا الأخ الكريم وهى أنه أعلن كفرى مادمت لم أبايع أميرهم فقلت عقلاً هذا لايجوز إلا لنبى وافترقنا على هذا واصول الدين التى علمنيها فى عقلى فبدأت بجمع آيات الله تعالى فى كل شيىء يحبه الله ولايحبه لأننى فى كيانى من محبين الله تعالىفوجدت أن الله تعالى يقول
(إن الله يحب المتقين ـ التوبة 7)
(إن الله يحب المحسنين ـ المائدة 13)
(إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفاً كأنهم بنيانُ مرصوص ـ الصف4)
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ـ البقرة222)
ثم جمعت كل ما يكرهه الله تعالى ولا يحبه كقوله تعالى
(والله لايحب المفسدين ـ المائدة84)
(إنه لايحب الظالمين ـ الشورى40)
(إن الله لايحب كل مختال فخور ـلقمان18)
(إن الله لايحب المعتدين ـ المائدة 87)
(لايحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ـالنساء148)
(والله لايحب المسرفين ـالأعراف31)
(والله لايحب الخائنين ـالأنفال 58)

 

وهنا إنتقلت نقلةً جديدة وهى جمع موضوعات القرآن فجمعت تقريباً كل موضوعاته ووضعتها فى كتاب حوالى عشرون جزء وبه جزء الإيمان ظهرفيه دور آل البيت وعرضت عملى على أكثر من فرد فيقول لى هذا فكر شيعى فأخذت أتعجب القرآن يتهم بالتشيع ويرفض على انه فكر شيعى سبحان الله
فقلت في نفسي بدلاًمن هذا الطريق لابد وأن أوثق علمي بدراسة إسلامية معترف بها وفعلاً قدمت أوراقي بمعهد الدراسات الإسلامية لدراسة علوم الإسلام وفنونه علي يد كبار علماء الأزهر هنا كالدكتور جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله والدكتور أحمد عمر هاشم هنا رئيس جامعة الأزهر والدكتور عبد الصبور مرزوق أحد أعضاء المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية والحقيقة أنني إستفدت من هذه الدراسة الكثير ومن هؤلاء ا لأساتذة مايعينني على بحوثي التي أنا أبحث فيها عن الحقيقة وواصلت الدراسة لتمهيدي ماجيستير قسم إقتصاد إسلامي ولم أكمل لظروف تخرج عن إرادتي.

وفى هذه الأثناء كان يأتينى الإمام الخمينى رحمه الله لإبداء بعض التوجيهات فى اعمالى فيقول لى إفعل كذا ولاتفعل كذا فى عدة منامات فى حوالى عدة سنوات فقلت له إن كان الفكر الشيعى يقوم على القرآن فمرحباً به .
وبدأت فكرة الحصول على الكتاب الشيعى راسخة فى كيانى أبحث عنه فى كل مكان فلا أجده وفى بحثى وسؤالى وجدت كتاباً فى دار المجلد العربى بالأزهر لايوجد غيره إسمه صفات المؤمنين للحافظ الديلمى فكم سررت بهذا الكتاب وأثلج صدرى وأريد المزيد فلا أجد وبكثرة سؤالى قالوا لى أنهم يأتون فى معرض الكتاب فأخذت أسأل مكتبات الشيعة فوجدت فيها دار تسمى الهدف وفيها رجل يدعى صالح الوردانى فأعطانى كتاب المراجعات لشرف الدين فقراته قبل إنتهاء المعرض وتعجبت لما فيه وفى زيارتى مرةً ثانيةً للمعرض تقابلت مع رجل شيعى يدعى محمد أبو العلا فقال لى فى أبى بكر وعمر أنهما أجرما فى حق الرسول وأتهموه بالهجر فى أثناء مرضه وبدلوا وصيته وقال فيهما كما يقولون ما قاله مالك فى الخمر .
وهذان الرجلان فى هذا الوقت يمثلان أهرامات من الفضائل والكرامات والإحترام ولم يقام الإسلام إلا بهما هذا ما كنت أتصوره فى هذا الوقت ولم أنم طوال ثلاثة أيام بسبب هذه الصدمة التى صدمها لى أبو العلا هذا وأخيراً قلن فى نفسى كيف أضل ومعى القرآن لابد من البحث مرةً أخرى فى هذا الأمر كى اكون على يقين من أمرى.
 


فتفحصت القرآن جيداً فإذا بمنام يأتينى أن أمر المنافقين مبين فى قوله تعالى (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ـ ) فوضعت حولها إستفهامات كثيرة وكذلك وجدت شيئاً فى سورة الأنعام وفى هود وبدأت بسورة الأنعام وجدت أن الله تعالى يقول بعد ذكر الأنبياء والمرسلين وهم ثمانية عشر نبى ورسول فى هذه السورة قال تعالى (ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم وأجتبيناهم وهديناهم إلى صراطٍ مستقيم ذلك هدى الله يهدى به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ماكانوا يعملون أولائك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين أولائك الذين هدى الله فبهداهم أقتده قل لاأسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين ـالأنعام 86ـ90) ومعلوم أن آباء الأنبياء بإختصار هم آدم وشيث وإدريس ونوح وإبراهيم عليهم السلام وهم الذين أصطفاهم اللهتعالى هم وذرياتهم كما فى قوله تعالى (إن الله إصطفى آدم ونوحً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ـ ىل عمران 33ـ34) وفى مصحف إبن مسعود (وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين) ذكر ذلك أبو حيان التوحيدى فى كتابه البحر المحيط الجزء الثانى صفحة 435 ومن الطبيعى أن يكون آل محمد هم الإمتداد الرسالى للذين إصطفاهم الله تعالى على الناس بالإمامة بدلاً من النبوة التى ختمت برسول الله "صلى الله عليه وآله" ومن نفس الآية قوله تعالى (ذرية بعضها من بعض ) الذرية لاتأتى إلا على الأبناء قال تعالى ( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية ـ الرعد 38) ومن هنا يتبين لنا من خلال آية الأنعام وقوله تعالى( وآبائهم) هم آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام وذرياتهم هم أولادهم فى آخر الزمان وهم آل بيت محمد الذين أتاهم الله تعالى ( الكتاب والحكم والنبوة ـ الأنعام) وهذا ما آثار حسد القبائل الأخرى فيظل يحاربون الرسول وآل بيته إلى قيام قائم آل محمد آخر الزمان قال تعالى فى حسد الأمة لآل بيت محمد خاصة وجميع الأنبياء والمرسلين عامة من البيت الإبراهيمى ( أم يحسدون الناس على ماأتاهم الله من فضله فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكاً عظيماً فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيراً ـ النساء 54ـ55) ثم يقول تعالى فى نفس سورة الأنعام الآية 90 على آ ل بيت محمد وهم ذرية إبراهيم (أولائك الذين هدى الله فبهداهم إقتده ) أى بذرية الأنبياء الذين هم آل بيت النبى الخاتم يأمرنا الله تعالى بإتخاذهم قيادة وبالبحث فى كتاب الله تعالى عن لفظ قيادة لنبين به هذه الآية لم نجد لها إلاما يكمل معناها فقد جاءت بموضع أخر بسورة الزخرف تبين لنا القيادة المنهى عنها وهى قيادة كل من لم
يبتسب للبيت النبوى من الآئمة عليهم السلام قال تعالى عن هذه القيادة المترفة وتقليدها لآبائها وخروجها على ولاية و رسوله وال بيته ( وكذلك ما بعثنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون الزخرف 23)وهذا خروج على الولاية المأمور بها لأمير المؤمنين علي عليه السلام لما نزل فيه من قوله تعالى(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ المائدة) رواه بن كثير في تفسير الآيه ج2/ 598وكذلك الطبري ج6/288والسيوطي في الدر المنثوروقال نزلت في علي عليه السلاموكنز العمال ج15/146.

 

وهذة هي الولاية المأمور بها والولاية المنهي عنها هي ولاية اليهود والنصارى كما هو معلوم وكذلك كل الآباء والأجداد ( ولاية مايسمى بالسلف الصالح)لقوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن إستحبوا الكفر على الإيمان ـ التوبة)أي إن إستحبوا الولاية لغير الله تعالى ورسوله وآلبيته وهذا هو الكفر كما بينت الآية الكريمه . ثم تقول آية الأنعام 91 (قل لا أسئلكم عليه أجراً إن هو إلا ذكري للعالمين ) وهناإثبات لا شك فيه أن المقصود من كل ما ذكرناه سالفاً هم آل بيت محمد لقوله تعالى(قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى الشورى ) وفي هذه الليلة رايت السيدة فاطمة تمسك هذا البحث وتقول فيه وخارج النور منه لآأجد فيه غضاضة وبالبحث وجدت أيضاً بسورة هود( أفمن كان علي بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ـ هود)والشاهد الأول هوالله تعالى لقوله تعالى (والله على كل شيء شهيد ) ثم شهادة كل نبي على قومه لقوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداـ النساء) وهنا في الآية تبين أن الذي على البينة هو رسول الله صلى الله عليه واله والشاهد منه أي من قرباه أي من نفسه ونفس رسول الله هو أمير المؤمنين لأية المباهلة التي بينت أن أنفسنا هو أمير المؤمنين ونسائنا السيدة فاطمة عليها السلام وأبنا ئنا هم الحسن والحسين كما في الآية في قوله تعالى (فقل تعالوا ندعوا أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ـال عمران61) وهذا عن بيان القرآن بالقرآن وفي السنة روى صاحب كتاب منتخب كنز العمال باب تفسير القرآن أن اللآية نزلت في على عليه السلاموبعد إستخراج هذه الأدلة إرتاح صدري وهدم هرم فكرة السلف الصالح والتي بها أبعدوا آل بيت محمد عن الآمامة التي جعلها الله لأناس قال تعالى فيهم أنه تعالى أذهب عنهم الرجس وطرهم تطهيرا ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ـ الأحزاب )وبعد أن إزددت يقينا ً إزداد نهمي للقرآة وأنا فقير فعملت مع بعض دور النشر دون أجر الهم للحصول على الكتاب فقط وهذا أتاح لي الإطلاع على الكثير من أمهات الكتب فبارك الله فيمن عاوننا في ذلك

 

وقرأت كتباًهزت أعماقي ككتاب النص والإجتهاد والذي جمع الكثير من إجتهادات الصحابة والتي في مجملها إستخرجنا أننا أمام دين آخر ولذلك يحدث الكثير من الإختلافات في الأحكام التي يظن البسطاء من الناس أنها من عند الله وما هي من عند الله وصدق الله تعالى إذ يقول ( وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ـ ال عمران) وهذه الآية نزلت في بني إسرائيل لنعتبر بهم لأننا كما قال سيد الخلق صلى الله عليه واله(أنتم اشبه الأمم ببني إسرائيل )ومن الكتب التي تركت فى أثر عمي تدوين القرآن للسيد على الكوراني بارك الله فيه وهنا تيقنت أن آل بيت محمد هم أصحاب الولاية الحق وغيرهم ولاية كفر ونفاق غلفوها بألفاظرنانة كأهل السنة وأهل السنة مع الإعتذار تركواالقرآن والسنه ويقولون السلف الصالح وذلك لصرف الناس عن آل بيت نبيهم في كل زمان حتى كادت الأمة أن تزول الآن من على الخارطة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا فأفيقوا أيها الناس فلإسلام أنتم فيه بالخير كما في قوله تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ـالبقرة) وإن أسلمت فلا خيار لكم في الإمامة لقوله تعالى(وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ـ الأحزاب) هذا وبالله التوفبق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.