السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


ترجع قصة استبصاري الى سنة 92 حيث كنت من قبل على العقيدة السلفية الوهابية فقد كنت احد اتباع هذه الطائفة الخبيثة و لم أكن اسمع من قبل عن الشيعة أو غيرها من الفرق اللهم الا الا با ضية لان لهم وجود في الجزائر.
لكن كانت هناك قضية لم استطع أن أؤمن بها وهي قضية اجتهاد معاوية في حربه ضد أمير المؤمنين عليه السلام فلم اكن أحب معاوية بل كنت ابغضه للكن ما عساني ان افعل وعلماءنا يقولون انه اجتهد وأتذكر أنني كنت في احد الأيام أتكلم مع بعض السنة فكانوا يبغضون معاوية فكنت أنكر عليهم ذلك واحكي لهم انه اجتهد فاخطا فله اجر والله لم أكن مقتنع بها ولكن هذا ما كنا نقراه من علمائنا ولم يكن بوسعي ان أخالفهم.
كما قلت لم أكن اسمع عن الشيعة الا في حوالي سنة 1989 حيث سمعت عنهم كلام لو سمعه أي شخص لما شك في كفرهم و كان مما يقال عنهم انهم يقولون ان جبريل
اخطا و أعطى الرسالة لعلي بدل محمد و أن النبي الحقيقي هو علي و أن الشيعة لهم قران فيه اية زائدة عن بقية المصاحف و إن لهم عيدا يخرجون فيه بقرة و يلونونها با اللون البني ثم يضربونها با الحجر و يقولون إن هذه البقرة هي عائشة بقرة إبليس و إنهم يقولون ان عائشة زانية إلى غيرها من الإشاعات التي كان الوهابية و أتباعهم يشيعونها عن الشيعة و كان بعض عوام الناس يرددون هذه الإشاعات و يؤمنون بها فأصبح الناس يبغضون الشيعة بغضا شديدا و انا واحد منهم الى أن رايتهم ذات مرة في حصة و شاهدت مقاومتهم في لبنان و رأيت السيد فضل الله و مواقف إيران الإسلامية من قضايا الأمة الإسلامية وموقفهم من المرتد رشدي فاعجبت بهم و بمقاومتهم وبمواقفهم التي لم يقفها لا علماء السعودية ولا الدول العربية او حكامها الخونة.

 

قلت في نفسي هل يمكن لهؤلاء ان يكونوا من الكفار هل يمكن لهذ السيد الصالح ان يكون كافرا فصرت في حيرة من امري و اردت مطالعة كتب شيعية او تتحدث عن عقيدة الشيعة ونظرا انه لا توجد في الجزائر كتب شيعية او با الاحرى تمنع لم اجد الا كتب وهابية تتحدث عن الشيعة فقرات كتاب الخطوط العريضة للخطيب على ما اذكر و قرات كتاب بطلان عقائد الشيعة لعبد الستار التونسي و قرات كتبا كثيرة عن الشيعة لا اتذكرها الان و اغرب رسالة قراتها هي رسالة اسمها الى اخي الضال الشيعة لابي بكر الجزائري و قد وجدت هذه الرسالة في مكتبة مسجد الرحمة و في هذه الرسالة يكفر الشيعة و الامام الخميني و يقول فيها المؤلف الخمينيون قوم يلقبون با الايات من اعتقد معتقدهم فهو كافر و من احبهم فهو كافر و من لم يكفرهم فهو كافر و ان الحكم الشرعي فيهم ان يصلبوا و تقطع ايديهم و ارجلهم او يعودوا الى الاسلام و ان عادو فيجب عليهم حرق كتبهم او القائها في البحر!
و عند قراتي لهذه الكتب و الرسائل اللتي تتحامل على الشيعة و تصفهم بانهم من صنع ابن سبا اليهودي و انهم اعوان اليهود و انهم اخطر و اخبث من اليهود و النصارى و انه يجب ان يقضى عليهم قبل غيرهم دخلني الشك من صحة ما ينسب اليهم وزادت حيرتي.

 

و ذات يوم التقيت صديق لي من اهل السنة و دار الحديث بيننا عن المذاهب و الفرق فاخبرني انه كان يعرف احد الشيعة و هو من اهداه بعض الكتب ففرحت عندما سمعت منه حول كتب الشيعة و طلبت منه ان يبيع اياي هذه الكتب او على الاقل ان يعيرني بعضها فقبل و كان اول كتاب شيعي قراته اسمه دروس في اصول الدين للشيخ محمد علي التسخيري حفظه الله فاعجبت بهذا الكتاب كثيرا خاصة و اني رايت فيه ان الشيعة يؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه واله على عكس ما كان يقال لنا عنهم و زاد اعجابي ان كل ادلة الشيخ على صحة المذهب الشيعي كانت من احاديث كتب سنة و من اصحاح الكتب فاصبحت اميل كثيرا الى المذهب الامامي و قد امضيت حوالي سنة كاملة اطلب الله ان يبين لي ايهم على الحق الشيعة ام الوهابية ام غيرهم و بعد ذلك تحصلت على بعض الكتب الشيعية فقراتها جيدا و قارنت بين عقيدة الشيعة و عقيدة الوهابية و غيرها فتيقنت بان الشيعة على حق و انما هم اتباع اهل البيت و لا يشك في هذا الا مكابر او جاهل فاخبرت اكثر اصدقائي عن الاكتشاف الجديد لكن اكثرهم رفض قراة كتب الشيعة لان الوهابيين كانوا يامروننا بان لا نقرا كتب الشيعة و من حسن الحظ انني كنت احب مطالعة كتب مختلف الفرق و المذاهب بل و الديانات و لم اكن متعصبا مثلهم.

 

اتذكر انه في احد الايام اتاني صديق وهابي و اعطاني كتاب العقيدة الطحاوية و طلب مني ان اقراه فقراته ثم عندما اعدته له قلت له انا الان بدوري اعطيك رسالة عقائد الامامية للمرحوم المظفر و هي عبارة عن رسالة مختصرة في عقائد الشيعة اقراها و قارن بين العقيدتين فرفض فقلت له اقراها ولا احد يجبرك على الايمان بها فرفض الرجل و كان لي اصدقاء كثر اغلبهم من الوهابية فدعوتهم على الاقل لقراة كتب الشيعة فرفضوا و الكثير منهم قاطعني و اصبحوا يجتنبونني الا فئة قليلة و قد كان لي صديق و كانت اخته مستبصرة ولم اكن اعلم عن استبصارها فكنت ادعوه و كانت اخته ايضا تدعوه في البيت الى ان استبصر و الكثير ممن كنت اعرفهم من قبل سمعوا عني بان تشيعت واذكر ان احدهم كنت من قبل التقي معه و نتكلم عن الشيعة و نسبهم و نكفرهم جائني و قال لي هل صحيح انك اصبحت شيعي قلت له نعم الحمد لله .
احتار الرجل و هو با الامس كان يجلس معي وحديثنا ليس فيه الا سب و شتم الشيعة و كان يريد ان يرجعني الى الوهابية فحصلت بيننا مجادلات طويلة الامد فلم يرد الرجل ان يعترف و يرجع الى الحق و قد احرجته كم من مرة خاصة باحاديث خلافة امير المؤمنين عليه السلام و مرة ذكرت له حديث الوصية فبهث الرجل و لم يجد المخرج فقال لي لعل النبي اوصى لاثنين لابي بكر وعلي فضحكت عليه و انصرفت .و كان اخي يضايقني في بعض الاحيان و ينصحني بعدم اتباع الشيعة لان علماء الاسلام و يقصد الوهابية قد كفروهم فنصحته بقراة كتب القوم قبل التكلم عنهم وكان لي اخ وهابي يكفر الشيعة و لا يحبهم بل يفضل النصارى عليهم و ذات يوم كان يحدث امي و اخد يقول لها بان الشيعة يتهمون عائشة با الزنا و انهم لا يؤمنون با النبي الى غيرها من الاشاعات فسمعته فقلت له يا اخي الا تخاف الله و لا تستحيي منه تصلي و بعد ذلك تكذب فاحمر وجهه وقال لي لا لا لا اكذب ثم تحدثنا عن الصحابة فقلت له ان بعضهم ارتد فانكر هذ فقال لي اين الدليل قلت من البخاري فقال ارني الكتاب فوعدته ان اتيه با الدليل و بعد مدة اعطيته البخاري و اريته حديث الردة فقال كيف تفهم هذا الحديث قلت له سبحان الله الحديث واضح انه يقول للنبي انك لا تدري ما احدثوا بعدك و يقول له انهم ما زالوا مرتدين مند ان قبظت فلم يدري ما يقول و فجاًة قال لي اين طبع الكتاب قلت في بيروت فقال اه لبنان ربما طبعه النصارى! و هكذا و من سنة 92 الى الان كلما قرات و اطلعت سواء على كتب الوهابية او السنة او الامامية او الاسماعيلية ازددت يقينا ان مذهب اهل البيت عليهم السلام هو المذهب الحق و نسال الله تعالى ان يثبتنا على ولاية محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين


و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد