المولد والنشأة:

ولد سنة1966م في منطقة “دوي” الواقعة في إقليم “وللُّو” ، ونشأ في أسرة تعتنق المذهب الشافعيّ ، ثمّ تلقّى بعض الدروس الفقهيّة وفق المذهب الشافعيّ في بعض المساجد.

 

البحث عن الفكر الإسلاميّ الصحيح:
كان “محمّد سعيد إبراهيم” يعيش حالة عدم الارتياح من أوضاع التخلّف في بلدان العالم الإسلاميّ ، وكان يعتقد بأنّ السبب يكمن في تغييب الفكر الإسلاميّ الصحيح عن الأمّة من قبل الظالمين، ولهذا كان “محمّد” مهتمّاً بمعرفة الفكر الإسلاميّ الصحيح الذي يمكن من خلاله إخراج الحضارة الإسلاميّة من وضعها المتردّي.
وفي هذا الحين اهتزّ العالم بنبأ انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران ، فتأثّر “محمّد” بهذه الثورة ، فدفعه هذا الأمر إلى دراسة الفكر الشيعيّ ، وكان خلال البحث يتابع أخبار إيران من خلال وسائل الإعلام .
وبمرور الزمان زالت الحجب عن بصيرة “محمّد” ، وانكشفت له حقائق غيّرت مرتكزاته الفكريّة ، ودفعته إلى إعادة النظر في معتقداته السابقة.

 

ميزان معرفة الحقّ:
إنّ من الأُمور التي كانت تبعث الشكّ في نفسيّة “محمّد” بالنسبة إلى أحقيّة مذهب التشيّع هي مخالفة الأكثريّة لهذا المذهب. ولكنّه من خلال البحث عرف بأنّ الأكثريّة لا يمكنها أن تكون دليلا على الصواب ; لأنّ الكثير من الآيات القرآنيّة تدلّ على أنّ الحقّ لا يكون بجانب الكثرة ، عادة منها قوله تعالى:
( وَإن تُطِع أكثَرَ مَن فِي الأرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ ) (الأنعام:۱۱۶).
( وَمَا وَجَدنَا لأكثَرِهِم مِن عَهد وَإن وَجَدنَا أكثَرَهُم لَفَاسِقِينَ ) (الأعراف:۱۰۲).
( إنَّ اللّهَ لَذُو فَضل عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أكثَرَ النَّاسِ لا يَشكُرُونَ ) (البقرة:۲۴۳).
( فَأبَى أكثَرُ النَّاسِ إلاّ كُفُوراً ) (الأسراء:۸۹).
( وَقَلِيلٌ مِن عِبَادِي الشَّكُورُ ) (الفرقان:۵۰).
ولهذا لم يبالِ “محمّد” بترك مذهب الأكثريّة ; لأنّه كان يستند إلى الأدلّة والبراهين في تغيير انتمائه المذهبيّ.

 

استبصاره وخدمته لمذهب التشيّع:
أعلن “محمّد سعيد إبراهيم” استبصاره بعد أن تبلورت عنده القناعة الكاملة بأحقيّة مذهب التشيّع ، ثمّ بادر إلى نشر هذا المذهب ، وكان سكرتيراً لمجلس العلماء في إثيوبيا ، فتفرّغ بعدها لمهمّة خدمة مذهب التشيّع ، فتلّقى على عاتقه مهمّة إمامة إحدى المساجد ، ثمّ بادر إلى تنوير أذهان الناس بمعارف أهل البيت(عليهم السلام) ، وكان من جملة نشاطاته أنّه ألّف كتاباً حول الإمام علي(عليه السلام) تحت عنوان “المرء مع من أحبّ”.