قراءة في معاني النبوة

 

بقلم الأستاذ: محمد الرصافي المقداد 

 

لقد جرت سنة المولى سبحانه وتعالى في إرسال الأنبياء وبعث الرسل وتعيين أوصيائهم من أجل غايتين اثنتين:

الأولى : البلاغ والحفظ.
إن السبب الذي من أجله خلق الباري تعالى الإنسان وسخر له كوكب الأرض ومكن له من المعارف والعلوم ما يلبي حاجاته، هو تهيئته إلى فضاء أرحب ومجال أوسع ، فالأرض التي عبر عنها المولى تعالى بالدنيا لدناءتها وصغر مقامها، هي المحطة التي تفضي إلى العوالم الأخرى والتي تعتبر الأهم في مسيرة هذا الإنسان.لذلك وباعتباره مخلوقا ضعيفا محتاجا دائما إلى التذكير بأن عالمه الذي يعيش فيه ليس هو الغاية و إنما مقامه ذلك هو مقام الممتحن والمبتلى ليشكر أم ليكفر، فقرن مسيرته تلك بمسيرة موازية ل124 ألف نبي ورسول ليبلغوه حقيقة الدنيا وينذروه من غرورها وغوايتها،ويبلغوه عن الخالق تعالى أن الركون إليها مدعاة للضلال ومنسأة للغاية التي من أجلها جاء خلقه وان كان محجوبا عن أكثر الحقائق الغيبية، فان بعضا من تلك المعاني حاصلة في وجدانه نابتة في كيانه. قال تعالى :" هذا بلاغ للناس ولينذروا به.."
وقال أيضا:" إنما عليك البلاغ.." وقال أيضا:" فاصدع بما تؤمر.." وقال كذلك." :"إنما أنت منذر.."
غير أن البلاغ المشار إليه لم يكن بمنآ عن التحريف والتشويه ، مما يجعل افاضات الخالق على مخلوقاته عرضة لإرهاصات الشيطان وأتباعه،وان كان كيده ضعيفا، إلا أنه استطاع أن يغوي الكثيرين ممن كان همهم الدنيا ومتاعها، مستبدلين بذلك الزائل على الدائم، والطيب على الخبيث، فطفقوا بالأديان تحريفا وتزويرا، مما باعد بين الحقيقة وطالبها ، والأصل الذي جاء به الوحي، من المموه الذي أتى به الشيطان وأولياؤه ،لذلك فان كل الشرائع الإلهية لم تسلم من أعدائها كما هو مصرح به في الكتاب العزيز، تنبيها للامة بأن الشريعة الخاتمة لن تسلم هي أيضا من ذلك الطارئ .

الثانية : التطبيق والهداية
وحيث أن بلاغ الأنبياء والرسل عن حقيقة الكون والحياة لم يكن بمعزل من التطبيق ، إن من بين تكليفات تلك الصفوة من الخلق تطبيق ما أرسلوا به وهداية الناس إليه بذلك الشكل العملي الواضح حتى يتيسر للناس الفهم والإدراك الصحيح ، تيسيرا لهم وتبسيطا ، وحجة بالغة عليهم.
قال تعالى :"أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده." وقال أيضا مخاطبا رسوله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :"فاستقم كما أمرت.."وطلب الاستقامة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الآية الأخيرة دال على أن المطلوب من المبلغ أن يبدأ بنفسه ، ليكون أنموذجا يحتذى ومثالا يستمد منه الناس العون على الفهم والتطبيق من بعد ذلك . ومن ادعى أن النبي مكلف فقط بنقل ما يلقى إليه من وحي فقط ليعلنه في مجتمعه وما عداه فهو كسائر بني البشر ، فهو صاحب اعتقاد عليه أن يصصحه قبل أن يلقى ربه ورسوله فلا يجد لديهم معذرة .
يختص الأنبياء والرسل بالبلاغ والتطبيق والحفظ والهداية أيضا ، إلا أن الأخيرين مستمران في الأئمة الهداة في الأمة.
والقول بأن الكتاب وحده يكفي ليهتدي به الناس ، ضرب من المغالطة ونوع من التمويه لأن الكتاب وحده يستلزم ناطقا عنه بحيث لا يمكن فهمه إلا عن طريق ذلك الناطق، فقوله تعالى: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله." دليل على أن الكتاب وحده لا يكفي ليكون وسيلة هداية وحده من دون قائم عليه ناطق عنه حافظ لمحتواه عارف بكل معانيه الظاهرة والباطنة ،كدرك لكل مقاصده. واعتماد مقولة الكتاب وحده كعنصر هداية تغطية على مسار خاطئ استعمل الكتاب شعارا له ولكن رافعيه لم يعملوا بمضمونه في واقع الأمر.ولو كان الكتاب وحده وسيلة لعدم الضلال وبلوغ درجات الهداية والتوفيق لما استلزم أن يرثه الصفوة عن الصفوة. ولا أن يحتاج إلى نبي أو رسول ليضعه بين أيدي الناس . قال تعالى:"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا."

إن الشعار الذي رفع في وجه رسول الله، وهو في بيته مسجى يستعد للرحيل إلى جوار ربه وهو حسبنا كتاب الله ،والشعار الذي رفعه عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان في رفع المصاحف والقول: نحتكم إلى كتاب الله ،هما الخداع الواضح لمحتوى الكتاب العزيز، والتمويه الصريح على الأمة من أن الكتاب قائم بنفسه، فلا وصاية عليه وعلى الدين ككل، ومن ثم فان أمور الدين صائرة إلى الناس، بالشكل الشوروي المزيف الذي وقع في سقيفة بني ساعدة وما تلاه من تجاوز لروح الشريعة، ولمفهوم الولاية والاصطفاء القرآنيين، هذا الشعار على ما حمله للإسلام والمسلمين من انحراف وضياع إلى اليوم، لا يزال مرفوعا عند الغالبية العظمى من المسلمين، وتلوكه ألسن تدعي المعرفة والعلم وهي في الحقيقة بعيدة عنه كل البعد، لأن الشريعة الإسلامية في عمومها لا تتناقض بل يؤيد بعضها بعضا، وتتكامل في كافة أحكامها ومستلزماتها.
إن الذين ادعوا أن الأنبياء جميعا بما فيهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم معصومين في التبليغ فقط ،هم أناس لم يدركوا حقيقة الأنبياء عليهم السلام، و النبي صلى الله عيه وآله وسلم والنبوة في عموم خصائصها، ولم يفهموا من الدين شيئا . يتلون القرآن لكنهم لا يفهمون مقاصده ، بل انهم قد ظلموا أنفسهم بالجرأة على مقامات، كان من باب أولى أن يقدروا جهودها ومعاناتها وتضحيتها من أجل خير البشرية جمعاء ،وعوض أن يضعوهم الموضع الذي أراده لهم الباري تعالى لفقوا عليهم الأكاذيب والتهم التي تستفز أبسط بسطاء الناس فيغضب منها ولا يقبلها.

لم يفهم كثير من المسلمين إلى اليوم معنى الاصطفاء وفلسفة العصمة ولا فكروا في الوظائف الإلهية المناطة بها والتي تتطلب خصوصية وملكة مؤيدة للدور. لأن الثقافة التي تلقوها عبر عصور عديدة، هي خليط من املاآت القوى الدخيلة على الدين والمحسوبة عليه، من خلال تلك الثقافة المحصلة،وإذا نحن تأملنا في ما هو منسوب إلينا من تراث إسلامي، نجد أن أخبث يد قد امتدت إليه وهي يد اليهود، عبر بوابة المنافقين الذين استغاثوا بكل حيلة، والتجئوا الى كل عدو من أجل القضاء على الدين، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر (كعب الأحبار ،وهب بن منبه ، عبد الله بن سلام ، زيد بن ثابت ، تميم الداري...) الذين كانوا في حقيقة الأمر، أكثر تنظيما وحزما من مسلمي الجيل الأول، والمصطلح عليه بجيل الصحابة.
لذلك طفحت الكتب بمقولات وتحريفات، فاحت منها رائحتهم وظهرت على متونها بصماتهم جلية واضحة لكل من بصره الله تعالى بالدين الحق. ولا مناص لنا اليوم نحن طليعة الإسلام الحق من أن نتخذ لنا مواقع في مواجهة التحريف، الذي امتد به العمر إلى هذه العصور، لعلنا نستنقذ من صلحت مضغته من هذا الجم الغفير، الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه غثاء كغثاء السيل ، ممن استهواهم ذلك الفكر المتعرج، الذي خرج من بين ثنايا أنظمة تحالفت من أجل استمرارها في السلطة بكل وسائل الشر الفساد. وبقدر ما سنواجه التحريف بالحجة والدليل لاثبات بطلانه، دفاعا عن الحق بقدر ما سيكون لنا موقف مع من لا يروقهم قول الحق وبيان الحجة والمنطق من جماعات تدعي التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وآله، وهي أبعد ما تكون عنه، بل لعل السنة التي يقصدها هؤلاء هي سنة الظالمين، الذين لفقوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأجروا ذلك مجرى السنة في مدارسهم وكتاتيبهم، فتخرجت أجيال تتالت وتعاقبت حتى رسخت دعاواهم وجرت في الناس مجرى الدم من العروق. فسكن في جنباتها التعصب الأعمى .
واليوم ونحن على أعتاب قرن جديد، نرى في أمتنا السوء والشر، والتخلف والفقر وكل عاهة ونقيصة تتعارض وما جاء به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، من قيم وعلوم وأنوار كان من المفترض أن ترفعنا إلى القمة، نحن معاشر الديانة الخاتمة . الخلل في تركنا للأعداء يمتهنون ديننا ونحن لا نحرك ساكنا، انغرست فينا روح أبي هريرة الذي كان مسكونا بحب الدنيا وأتباعها ككعب الأحبار ومن شاكله ، فأخذ عنه سمومه وأباطيله ليقول أنها من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كذلك غالبيتنا اليوم ترى في ركام القرون الأولى، وتقارير الظالمين الذين تركوا بصماتهم عليها إلى اليوم ،وتعتقد أن ذلك هو الدين في أصفى معانيه ،وما هو في حقيقته غير تشابيه والتباسات لا توصل إلى الله تعالى، ومنقطعة عن الحق الذي هو عنوان الدين القيم.
رضينا أن ندخل الدين من باب التقليد الأعمى والتطبيق البسيط الذي يفتقر إلى أبسط المعارف والعلوم،كأننا نعارض الله تعالى في قوله :"إنا وجدنا آباءنا على ملة وانا على آثارهم مهتدون." وفي قوله أيضا: "وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون."
نتخذ سبيل الاتباع الأعمى والتقليد الذي رفضه لنا، لأنه أودع فينا ملكة العقل والتمييز، قبل أن يكلفنا ،وأرسل حججه علينا متتابعين ،بل انه أوجد الحجة قبل الخلق تثبيتا منه لأمره وتنفيذا لمشيئته.

أخذ أكثرنا الدين بلا معرفة ولا فهم وجدنا آباءنا على مذهب مالكي أو نحوه، فقفونا آثارهم قبل أن نبلو أخبارهم ، ولم نلتفت إلى أن الدين أشمل وأعم من رؤية رجل واحد جاء في القرن الثاني مدفوعا بأمرمن طاغية بني العباس، ليحمل الناس على فقه أسس له، ليكون منافسا لمدرسة الصفوة الطاهرة من أهل بيت النبوة عليهم السلام ،والتي شكلت في ذلك العصر غيره من العصور قبس النور، الذي بقي للمؤمنين يستضيئون به من ظالمات الجهل والظلم .
لقد قتلت أحادية رؤية المولى - تعالى عن ذلك - فينا الإبصار الصحيح والإدراك الحق لمفاهيم الدين القيم الذي جاء به النبي الأكرم صلى الله عيه وآله وسلم . فلم نعد نسمع ولا نعي غير ما يدور في فلك الذين نصبوا أنفسهم قادة الأمة والمنظرين لها، وهم أبعد ما يكونون عن القيادة والتنظير، لعجزهم الذي أظهرته الروايات، وأبانت عيبه كتب التاريخ على علاتها.
إن أبسط ما يمكننا أن نقدمه لهذا النبي العظيم، هو أن ننقل صورته كما هي،ونروي عنه كلامه الذي قاله هو، وتركه للهداة من آل بيته الذين اذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، لا الذي لفق عليه، ليتخذ من بعده دينا مزيفا، وسرابا يحسبه الضمآن ماء. مرددين بين الفينة والأخرى دعوى محبة النبي وأهل بيته ولكنهم في الحقيقة يكذبون على أنفسهم وعلى الناس ،لأن الحب ليس في حقيقة معناه غير الاتباع والتأسي.

نبينا الأكرم هو أفضل المخلوقات عند رب العزة لا شك في ذلك ، وفضله يتمثل في أن الله تعالى اصطفاه على بقية الخلق قبل أن يخلق الكون ، فهو العقل والمثال الكاملين ، جاء خاتما للأنبياء والمرسلين ليكون مسك الختام ، ومع فضله صلى الله عليه وآله فضل الله تعالى رسالته على سابقاتها بأن جعلهما بشارة الرسالات … إن النبوة هي المقام الأسمى والمثال الأعلى الذي لم يدركه من البشر إلا 124 ألفا على مدى مسيرة الإنسانية منذ آدم حتى نبينا الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم . خصه المولى سبحانه وتعالى الملبين من صفوة خلقه والمسرعين إليه بعقولهم وأفئدتهم، لم يعيروا الدنيا إلا بقدر ما أعارها خالقها، ولم يلتفتوا إلى أنفسهم فيلبوا رغباتها وكان همهم السعي إلى الله تعالى ونيل القرب منه .لم يتوان نبي واحد منهم في أداء تكليفه ولا فكر في تأجيل أمر دعي إلى الإفصاح عنه، وكانوا مع خالقهم دائما في السر كما في العلن وفي الباطن كما في الظاهر.
علمهم الله تعالى ما أقام لهم به الحجة وأعطاهم من المعارف ما سدد مشاويرهم بين أممهم .فكانوا زيادة على صفاء معادنهم وعراقة أنسابهم وطهارة مواليدهم ،حملة أخلاق وعلم وأصحاب مشاريع اجتماعية عظيمة ،وليس كما يتهيأ لمن لم يفقه مقام النبوة ،معصومين في التبليغ فقط وما دون ذلك فهم وبقية البشر سواء ،نعوذ بالله من الجهل وأهله .وهل النبي صلى الله عليه وآله إلا مبلغا عن بارئه، والتبليغ يكون بالقول وبالفعل والفعل أشد في النفاذ وأبلغ في الأداء ، وإلا افترق عن الغاية التي من أجلها جاء، واقترن بمن يقول ولا يفعل ، فتهتز صورته في أعين الناس ويهون مقامه في مجالسهم فيصبح منال ألسنهم ومغمز حديثهم ، ويكون حاله بينهم كحال أدونهم ، فيتعطل دوره ولا يقبل منه ، بدعوى أن الذي جاء به هل هو منه أم من الله . ودعوى إخراج النبي صلى الله عليه وآله من دائرة الفعل وحصره في دائرة القول فقط هو ضرب من الاستهانة به وتصغير شأنه ،وعدم وضع المولى الذي أرسله موضعه .

لكن قد يتساءل البعض عن معنى الآيات القرآنية التي يستشف من ظاهرها عدم عصمة الأنبياء والتي تندرج في إطار المتشابه ن القرآن الذي يجب أن برد إلى أهله ليشفي غليله من معناه الحقيقي .فقوله تعالى:"وعصى آدم ربه فغوى." وقوله تعالى :"ووجدك ضالا فهدى." وغيرها عند أرباب العلم وجهابذة التفسير،الذين استمسكوا بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، قد أرجعوا الأمر إلى أولياء أمورهم أئمة الدارين، وقالوا بما قال هداتهم ، فالإمام الثامن من أئمة أهل البيت علي بن موسى الرضا عليهم السلام قد كانت له مناظرات في مجلس المأمون العباسي في عدة من المسائل الدينية والكلامية وغيرها، قد بين بالحجة عصمة الأنبياء كلهم، ووضع الآيات التي ذكرنا نموذجين منها موضعها من التفسير المنطقي والصحيح ، الذي ينزه الأنبياء عن اقتراف ما جاءوا لأجل إزالته، والسعي بالبشرية إلى منازل المعرفة، ليوصلوهم إلى درجة الإنسان الكامل في إنسانيته ، ومن دون ذلك فلا معنى للنبوة ، ولا قيمة لصاحبها الذي اصطفاه الله تعالى على بقية الخلق، لخاصية فيه زادها بعنايته إحاطة وتأييدا .

حقيقة نفي العصمة عن الأنبياء إذا لم نسلم بجهل الداعين لها والمعتقدين بوقوعها ، لا تخرج عن دائرة المخططات التي حيكت من اجل القضاء على صفاء العقيدة الإلهية ووضع رسل المولى سبحانه وتعالى في الناس موضع الشبهة والنقيصة ، ولدفع عصمة من هم دون الأنبياء كعصمة السيدة مريم العذراء ، قال تعالى : " يا مريم إن الله قد اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين." وعصمة أئمة أهل البيت عليهم السلام، قال تعالى : "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا." وقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" اني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ."
وسد المنافذ أمام حقيقة ظلت غائبة عن أذهان الكثيرين رغم النصوص المتظافرة والصريحة التي دلت على عصمة الدور الذي يلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، هو الإمام عليه السلام لاستلزامه ذلك، باعتباره حافظا للشريعة قائما عليها، مما يتطلب تسديدا وتأييدا مثله مثل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الحفظ لا يقل أهمية عن التبليغ ، ومن هنا جاء قوله تعالى:"إن الله قد اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم."

إن من علامات إثبات نبوة الأنبياء الأولى، هي العصمة عن اقتراف الذنوب صغيرها وكبيرها عمدها وسهوها ، تلك الملكة المكتسبة في معظمها من سلوك النبي الإرادي الذي زاده المولى سبحانه وتعالى تسديدا وتأييدا ، فقد علمنا أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان أمين قومه وصادقهم قبل البعثة ،وجاء في سيرته منذ نشأته تميزه عن غيره من بني جيله، بحيث جلب لنفسه الإكبار والاحترام والهيبة قبل نزول الوحي، ولم يسجل عليه محاربوه أي زلل أو خطا يمكن لهم من خلاله أن يوصموه أو ينعتوه به ، تجلت شخصيته على مجتمعه كجلاء الشمس في واضحة النهار، فلم يظهر منها عيب ولا بانت نقيصة يمكن أن تهز من شخصه ، وازدادت خلاله تأكيدا مع نزول الوحي عليه فزاده عصمة على عصمة .
إن من لم يعرف النبي صلى الله عليه وآله بما ذكره العالمون من آل محمد صلى الله عليهم ، لم يعرف حقيقة العقيدة بكل تفاصيلها ، فلا هو عرف الله تعالى بما نسب للنبي صلى الله عليه وآله من نقيصة، ولا تصور أنه باعتقاده الخاطئ نسب لله تعالى قلة التدبير، وعدم القدرة على إيجاد الأفضل الذي ينطق عنه ، وكان عليه أن يقر بأن الخالق الكامل لا يصطفي من مخلوقاته إلا الكامل . قال تعالى :" إن الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس."

ومن كان الله تعالى له هاديا فلا يضل ولا ينسى ، خصوصا إذا كان مكلفا بالاستقامة ظاهرا وباطنا. ونسبة الخطا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، من صدور الذنوب عنه، واخلاله بحياته الخاصة بدعوى أنها خارجة عن إطار الوحي، هي إحدى المؤامرات التي حيكت بإصرار ضد الإسلام بكل تفاصيله، فاسحة المجال أمام فصل الدين عن الحياة، وعزله عن السبب الأصلي الذي جاء من أجله، وهو تنظيم مختلف مجالاتها الخاصة والعامة ، وبمعنى آخر حياة الفرد وحياة المجتمع ، من ابسط الأحكام حتى أعقد المسائل في العلاقات . كما أن الذي نسب عدم النص عن ولي الأمر بعد النبي، هو أيضا قد نسب التقصير وعدم النصح للأمة من الله تعالى ورسوله الأكرم ، والتفريط في الشريعة التي جاءت لتستمر آثارها في الأجيال التي تلي عصر النبوة . والدليل على صحة دعوى ثبوت الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله بالنص من الله تعالى ، هو الخلل الكبير الذي تعيشه الأمة ،والفراغ الهائل في منصب القيادة ،حيث أن ما يقارب المليار مسلم يعيشون بلا إمامة ،سوى إمامة الصلاة ، وحتى إمامة الصلاة قد ضيعوها لأنهم يصلون وراء كل بر وفاجر. فليس أولى بمعرفة الأصلح بالمخلوقات من خالقهم ورسوله،وهما أولى بهم من أنفسهم ، كما قال الله تعالى :" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم". لأن معرفة الأصلح أمر لا يعلمه إلا الله وكتمانه أو عدم الدلالة عليه، هو كتمان علم ومعرفة نافعين متوقف عليهما استمرار الدين وصلاح الملة ، والمولى تعالى منزه عن كل نقيصة ، متعال عن كل خلل وهو بديع السماوات والأرض وما فيهن، فلا يعزب عنه شيء ولا يفوته شيء ، فثوبوا إلى رشدكم أيها المدعون على الله بالباطل.

وعندما نرى ما يصدر عن فئة ممن يزعمون أنهم من أهل التوحيد وملة الإسلام، حينما يقابلون بقية المسلمين ، ويعارضوهم يكل قسوة وفضاضة، وصل بالعديد منهم إلى التعرض للضرب و الإخراج من حرم رسول الله صلى الله عليه وآله، الإيقاف والحرمان من أداء الشعائر، بدعوى أنهم مشركون باعتقادهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حي عند ربه يسمع السلام ويرد عليه ويسمع الكلام ويأخذه بعين الاعتبار وله مقام عند ربه تعالى يؤهله لطلب أي شيء فيتحقق له بإذنه تعالى، وقد جرت عقيدة هؤلاء الوهابية على أن الرسول ميت لا ينفع ولا يضر عنده توسل ولا دعاء ، إنما الناس في طلب الحاجة إلى الله تعالى سواسية. لذلك تراهم يلزمون غيرهم من المسلمين، بعدم التوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالزيارة والدعاء ، فجفت بذلك أحاسيسهم وغلضت قلوبهم، حتى غلفت فهي كالحجارة أو أشد قسوة ، لم ينقلوا عن الإسلام غير الانطباع السيئ والظاهرة المشينة ،ولم يعرفوا من الدين غير التمسك بالقشور والروايات التي وضعها اليهود للمتحجرة عقولهم مثلهم .

لم يكن تصرفهم نابعا من فراغ فاعتقادهم بعدم عصمة النبي في سائر حياته قد دفعهم إلى سلوك ذلك المسلك في منع الناس عن زيارة نبيهم بالشكل الذي يليق بالنبي كأنه حي ،بل هو حي فعلا ،لأنه زيادة على مقامه العالي الذي لم يدركه نبي مرسل ولا ملك مقرب ، يعيش في عالم اليقين والحقيقة المطلقة . قلنا فقد دفعهم ما ورثوه من أباطيل حيكت ضد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفي العصمة عنه ، ولم يكن هؤلاء وحدهم ف تصرفهم المشين بل انبرى معهم يشد ازرهم ويعاضدهم حفنة من لا دين لهم ولا أخلاق كسلمان رشدي لعنه الله وأخزاه الذي وجد ف البخاري ومسلم وبقية الكتب التي يزعمون أنها صحيحة مادة للتشنيع على رسول الإسلام والتهجم عليه ووصفه بشتى النعوت الصفات التي يتبرأ منها كل عاقل .
إننا عندما نتأمل في روايات عدم عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، نلاحظ أنها لم توجد لنفيها عنه صلى الله عليه وآله وسلم فقط ، وإنما وضعها أعداء الدين الإسلامي والمندسون فيه لتخريب أركانه، وتشويه النبي صلى الله عليه وآله ،ونسبة أشياء له لا يمكن لعاقل أن يتصورها تصدر عن مسلم عادي فضلا عن أفضل المخلوقات على الإطلاق.

لقد تصدت مدرسة أهل البيت عليهم السلام، لحملات التشويه والتشكيك التي طالت الأنبياء عموما عليهم السلام، ونبينا الأكرم صلى الله عليه وآله خصوصا ، عبر الأئمة الطاهرين الهداة منذ الحركة الأولى للتشويه، بدأ من الإمام علي عليه السلام، ومرورا بأولاده عليهم السلام ، وعند نشوء علم الكلام، تصدى الأمام الباقر والصادق والرضا وبقية الأئمة عليهم السلام لعدد من الأدعياء الذين كان همهم إفحام الناس، وتشويش أفكارهم وتشكيكهم في معتقداتهم ، فنقل رواة وعلماء مدرسة أهل البيت عنهم عددا من المناظرات التي تناولت النبوة والعصمة، فبينوها للناس بيان العارف المطلع على دقائق الدين وما يتصل به من قربي أو بعيد ، فشكلوا بحق الحلقة التي كان وجودها ضروريا في مرحلة ما بعد النبوة، حفظا للدين من عبث العابثين ، وقد جاءت رواياتهم عن جدهم وافية شافية، دلت على أن علمهم من مخزون علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فصححوا بأقوالهم لب العقيدة وجوهرها ، ودحضوا باطل المتنطعين والدخلاء، الذين كان همهم الأكبر إرضاء حكام أزمنتهم، في مخالفة الأئمة الهداة من أهل البيت عليهم السلام في جل ما يعتقدونه.

إن العصمة من مستلزمات الدور النبوي ، بل هي عنوانه وأساسه ،لأنه لو كان النبي غير معصوم لكان التكليف متناقضا ،فإما أن نتبع النبي صلى الله عليه وآله في أخطائه ،وتصبح متابعتنا له دعوة من المولى إلى فعل الخطا من جهة ،والمعاقبة عليه في صورة حدوثه ، وهو مناقض لأصل إرسال الرسل ،أو أن لا تجب متابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ما يصدر عنه على اعتبار أنه قد يكون خطأ، وفيه ما فيه من تعطيل الغاية التي من أجلها أرسل الرسل، وهبطت شرائعهم على الناس.
نخلص إلى القول بأن وسائط الله تعالى من ملائكة وأنبياء ورسل، لا بد أن يكونوا معصومين من الأخطاء، ومبرئين من كل نقيصة من شأنها أن تضعف الدور المناطون به. ولو كان النبي صلى الله عليه وآله غير معصوم، لكان محتاجا إلى من ينبهه، وهو المكلف بتنبيه غيره. ولما استقامت حجة الله على خلقه، بأن أعطاهم نموذجا من قبله ، يحتذون ويقتدون به في كل شؤونهم ، وعليه فان المتأمل في هذا العالم البشري، يدرك ضرورة المثال والنموذج،والحاجة الأكيدة والملحة له، لأنه الأقرب إلى الفهم والمتناول في المعرفة ، لحقيقة كون أن كل علم لا بد له من عمل وإلا فانه غير قابل للفهم الصحيح.

هكذا إذا وسائط الله تعالى، دساتير أخلاقية وسلوكية تتحرك بين الناس ،لقد كان موسى في قومه توراة مجسدة ، وكان عيسى عليه السلام إنجيلا بكل تفاصيله، وكافة الرسل كان تكليفهم التطبيق ،ثم التطبيق ولا شيئ غير التطبيق، أما رسول الله صلى الله عليه وآله فقد كان قرآنا بكافة أبعاده ، يعيش بين الناس ليدركوا أن العلم مبدؤه العمل.
وبعد هذا كله ، هل بقيت حقيقة غير أن الأنبياء كلهم وبينهم إمامهم أبي القاسم محمد بن عبد الله مبرئون من كل عيب ونقيصة منزهون عن كل خطا؟

المدرسة الوحيدة التي بقيت على بينة من أمرها في التوحيد والنبوة وباقي عناصر الدين عقيدة وشريعة، هي مدرسة الإمامية الاثني عشرية التي واجهت كل أشكال التحريف والتأويل الخاطئ ، وكان لها مواقف عديدة على مر التاريخ ، تشهد بأن الإسلام الصافي لا يمكنه أن يحيد عن أهل البيت عليهم السلام ،أولئك الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ،سفن نجاة الأمة وباب حطتها ، ولولاهم لاندرست معالم الإسلام ومحيت صفحته الناصعة ،أولئك حفظته وأصحابه، من عاد إليهم أدرك فلسفة الوجود كله، ولم يغيره شيء بعد ذلك، ومن صرف النظر عنهم فانه زائغ لا محالة عن سبيل الرشد . فالحمد لله أولا وآخر على هداه ،وبصر هذه الأمة لتعود إلى رحاب الطاهرين ومواطن الصادقين ،انه سميع مجيب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

خاتمة
في الختام أتوجه بهذا النداء إلى كل الذين لا يزالون بعيدين عن إسلام أهل البيت عليهم السلام والى الذين ينظرون إلى هذا الخط بعين الريبة والشك أقول، لقد مضى على وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم خمسة عشرة قرنا، تقلبت فيها الأمة الإسلامية بين منافق لئيم فاجر وعدو بغيض قاهر، ضيعت في مطلعه سنة المصطفى ،حتى اختلط فيها الغث بالسمين عند جمهورها، وسجل التاريخ على علاته تلك الخزايا ، واتصل حبل منع التدوين بحبل التحريف، وتلقف ذلك كله المؤولون بفنون التثبيت والتماس الأعذار الواهية، حتى أفرغ الدين من محتواه وأخرج من ثوبه وديباجه إلى أثواب بقية الديانات المحرفة، ففصل الدين عن الحياة بدأ في أولى مراحله بالرد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أخريات أيامه، وعرقلة بلاغه للناس ثم أسست حادثة السقيفة الأساس لبدء الفصل، وحلت محل المسجد وافتكت دوره الريادي في حسم قضايا الأمة.

وجاء القائلون بعدم وجود نص من الله تعالى ونبيه على منصب قيادة الأمة، ناسبين التفريط والتقصير لهما في مسألة حساسة، عليها يتوقف استمرار عطاء الشريعة، وتأسيس رابطتها في المجتمع المسلم. فلما مضى أكثر أولئك المتقولون على الله ورسوله ما لم يقولا، ظهرت بعدهم آراءهم وأقوالهم ،مذاهب ومدارس مؤيدة ومحمية و مزكاة، من قبل أغلب طواغيت العصور الماضية ليس محبة فيها وفي الدين الإسلامي ولكن لأن تلك المدارس حتى البعيدة عن دوائر أولئك الجبابرة، والتي وقع احتواؤها فيما بعد، قد جعلت للظلم فسحته في الدين، وكرست مبدأ الحكم بالجور تحت عنوان إسلامي،فلا حرج في ظلم الحاكم طالما أنه يصلي.ثم طوعوا الحاكمية وفق الواقع التاريخي فأجازوا المفضول مع وجود الفاضل إلى غيرها من الترهات التي يستحي من ذكرها المسلم الواعي والمؤمن الفطن النبيه.

والآن مر كل ذلك بتفاصيله وانطلت على من انطلت صيحاته، وأخذت لب من أخذت بهارجه، ولم يبق لنا أن نسلك غير طريقين: إما أن نسترسل في خط الشرود، وعبادة الظن والهوى فنخرج من الدنيا بلا إمامة ولا بيعة،كالقطعان الشاردة بلا راع ، وقد طبق هذا الرأي على مدى العصور الماضية ولم يفرز غير الخيبة وهو طريق الأغلبية(حوالي مليار مسلم) .
واما أن نقر بالإمامة وما يستتبعها من اتباع واقتداء ، وموالاة ننال بها سعادة الدنيا والآخرة وهو طريق الأقلية(أقل من 200 مليون مسلم).
إنني لم ادعكم حين دعوتكم إلى أناس نكرة ،ولا أشخاص غير معروفين، أو ليس لهم وزن على الساحة الإسلامية،ولم أقل لكم أيضا تعالوا إلى فكرتي ، لأنني لست مبتدعا، كل ما أريد أن أوصله إلى قلوبكم وعقولكم ،هي نصيحة أود أن تتخذوها مطية للوصول إلى الرؤية الصحيحة للدين، والتي تتمثل في الابتعاد عن التعصب والتشنج ، لأنهما سلاح الضعيف والجاهل ،وأن نسلك من بين هذا الركام الذي ورثناه طريق التعبد بالنص، فما صح وروده صح وجوده ،والحجة تقطع السبيل على طالبها ، فتأخذ به إلى العمل بها ، وليس هناك لمن لم تكن له قوة وسط هذا الخضم المتلاطم من حق وباطل ، إلا أن يأوي إلى ركن شديد.
أهل البيت عليهم السلام هم سفينة النجاة لهذه الأمة ، من عرفهم فقد عرف الله تعالى ، من خلال علومهم وتجاربهم المعرفية ، ومن أنكرهم فقد أنكر الله لأنهم بابه الذي يؤتى منه. عودوا إليهم عودة التائب الذي يرجوا غفران ذنبه، أو عودة الولد الذي ذهب مغاضبا من قومه فالتقمته سبل التيه والضياع ، ويقيني أنكم ستجدونهم اعطف عليكم من آبائكم ، وستجدون عندهم كل ما تحتاجونه لرحلتكم إلى الآخرة .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث متفق عليه:لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله.
دعونا نعود إلى الحق، نذعن إلى مبدا الاصطفاء الإلهي ، دعونا نرجع إلى المولى سبحانه وتعالى ونقول له في حكمه وحاكميته سمعنا وأطعنا،وليس أنى يكون له الحكم علينا... دعونا نعود إلى أهل الذكر والراسخون في العلم ،من عندهم علم الكتاب، دعونا نعود إلى الصادقين الذين أمرنا المولى تعالى أن نكون معهم، إلى الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.إلى لطف الله وحبله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها إلى من فرض علينا محبتهم والمحبة قدوة وتأس واتباع. دعونا نتبع هذا الخط الذي مثل المعارضة الحقة عبر العصور، وظل يدعو إلى دين الله الحق بعيدا عن دوائر الظلم والظالمين ،متبرئا من اغراآتها واملاآتها، محاربا لها كلما سنحت الفرصة.

دعونا ننتقل من خط اليأس والقنوط، إلى خط الرجاء والأمل ، من خط الفوضى العارمة والتشرذم المفزع إلى الانضباط ،من خط الانقطاع عن الله ورسوله والأئمة الأطهار إلى خط التواصل والولاء والطاعة، ومن خطوط الضباب والسراب ، والشك والظن والقياس الباطل. كفانا مشيا وراء سراب النظريات الجوفاء والشعارات الفارغة التي تدعي الانتماء إلى السنة النبوية وهي بعيدة عنها، لأن السنة في حقيقة الأمر عند أصحابها وهم أهل بيت صاحبها، وأهل البيت أدرى بما فيه.الذين أحصى الله تعالى فيهم شريعته واستودعكم دستوره وجعلهم وعاءه وسماهم حفظته .