المستبصر الجزائري محمد أبو النجا .... يكتب 

 

الثورة الحسينية ... الاثار العامة

إن التاريخ الاسلامي ينقل لنا عبر احداثه ووقائعه التي تروي لنا قصة ((الطف)), جانبين او طرفين, في منازلة بين الحق الذي يتمثل في شخص الامام المعصوم, والباطل الذي يتجسد في فكر بني امية دون منازع, الملعون ملكهم في السماء قبل الارض, لكن الدور الذي كان المتغطرس يزيد يمتلكه قد افل ومات وذهبت ريحه, اما الطرف الاخر فقد لعلع وشع في الكون, ونرى من خلال الثورة الحسينية تأثر على جميع المستويات  العقائدية اولا, ثم الجوانب الاخرى كالسياسية الاجتماعية.
وعبثا يحاول من يستفهم عن مدى وصول البعد الحسيني في قلوب الاحرار, قال الله تعالى: (( ومن ينكث فأنما ينكث على نفسه )), فها هي بعض الوجوه من المنافقين تنكث الدين وتهدم اركانه وتزعزع التوحيد والنبوة من خلال بعض الممارسات التي تزعمها بنو امية, ومنها ايضا علو اشخاص من الناحية المادية واستصغار اخرين ونفي وقتل وتشريد خصوصا من مثل التيار المنادى بالامامة الإلهية, ولقد مارس بنو العاص الوزارة في امبراطورية الشر المطلق, لذلك ترى ان العلوي كان المبعد الوحيد من دائرة المال والملك والغطرسة.

 

اما الجانب العقائدي بدء بإنهيار شامل, ثم ان المجتمع شهد امبريالية واضحة في الاموال التي يتلمك, قال المسعودي في تاريخه بانها ضياع وجنات وعيون وحدائق  واطعمه ولذات, بينما يعاني امثال ابو ذر النفي والتشريد, وينال حجر بن عدي نصيبه من التشريد والقتل وتقصف الكعبة وتهد اركان وعرى الاسلام عروة عروة.


 
تميز المجتمع الاموي بالطبقية والجاهلية  فالجواري والرقص والغناء والفسق, استشرى في كل البلاد قصور وغناء فاحش, هذا على المستوى الاجتماعي, قال تعالى: ((والذين في اموالهم حق للسائل )).
لقد قلبوا بنو امية هذه الاية وجمعوا التراث والمال وقد قال فيهم رسولنا الاعظم (صلى الله عليه واله): (( اذا بلغ بنو العاص ثلاثون رجالا اتخذوا دين الله دولا )), لذلك لابد من تحرك يترك اثره على جميع المستويات, ولابد ان يكون المحترك غير عادي, هل يسطع نجم المتحرك لو كان غير الامام المعصوم؟! اكيد فلا احد يعيره اهتمام, لكن الامام الحسين كان اقوى وانقى المتحركين واطهر من الطهر نفيه, فمثل القداسة الانسانية والربانية اجتماعيا وسياسيا مدنيا وعسكريا.
قال الرسول (صلى الله عليه واله): ((  لتتبعن سنن من كان قبلكم ذراعا بذراع وشبرا بشر حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) او كما في لفظه  لذلك لابد من عملية مد وجزر ترجف الحكم الاموي الغاصب للامامة  واعلان عن بداية فك الحصار, عن مفهوم الامامة حتى يرى المسلم من خلال هذا المفهوم عدالة الله ورعاية السماء.

 

حين وصل الامر الى التضحية بالنفوس الجليلة والارواح العالية نكص الزاهد الزائف وتراجع الشجاع الزائف أي ان خط الاسلام الزائف اتقهقر خلال النور الذي مثله  الامام المعصوم الشهيد فعرف الناس  قدر الامامة  الحقة والخلافة الصادقة , قال الامام الشهيد الحسين (عليه السلام): (( إنی لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا وانما خرجت لطلب الاصلاح فی امه جدی )), ونحن تاثير العطل الذي حصل في سفينة الاسلام, لو حرص الامامة على فضح الممارسات الاموية مسيرة الامامة بدات بالغصب ثم فدك ثم ابو ذر ثم الكعبة فموقعة الحرة ونهاية الطف الرمز, نعم رمزية الطف تتزاحم وواقع المسلم اليوم ولكن اكثر الناس لايعلمون ولكن اكثر الناس لايفقهون, هذا فقه الناس والامة النائمة عن حقيقة الامامة.
الا عندما ضحى امامنا المعصوم الحسين بن علي (عليه السلام) بأزكى النفوس وانقى الارواح.

 

لكن تلك المسيرة النورانية استمرت الى عصرنا الحالي الذي  يستمد من خلالها كل الاحرار سبلهم ويعرف كل انسان قيمة الفطرة الحقيقة لما حركه الحسين المعصوم (عليه السلام), ابو الاحرار وملهم العارفين ودرب المنتصرين.
لقد سطر الامام الخميني (قدس سره) ملحمة الجمهورية الاسلامية من بركات الامام الحسين (عليه السلام), ثم سطر حزب الله انتصاراته من التسديد الحسيني وكذلك كل خط يتحرك عبر تلك المسالك الربانية سوف يلقى من البلاء الشديد لكن الاانتصار جائزة تعطيها السماء "لمن القى السمع او كان له اذن واعية".