يوسف الإيرلندي _ ايرلندا

 

المولد والنشأة:

منذ إن كنت صغيرا (عمري الآن 31 عاما) كنت مسيحيا وملتزما بديانتي بالرغم من ان عائلتي كانت منقسمة على نفسها ومتفرقة إلى أبعد الحدود إلى عدة طوائف حيث والدتي كانت من عائلة كاثوليكية ايرلندية ووالدي اسكتلندي ايرلندي من الطائفة البروتستانية وكانا يتشاجران كثيرا بسبب أختلافهم حول مسألة الدين.
هذا الامر جعل أخي بروتستاني وأنا صرت كاثوليكي وبالتالي سبب شرخًا كبيرا بحيث كنا نذهب الى مدارس منفصلة ونحمل اسماء مختلفة لان أبي قد اعلن أن أيًا من اولاده يكون كاثوليكي لا يحق له ان يحمل اسمه لذا كنت أنا أحمل لقب عائلة أمي.

بعد أن كبرت وبلغت مبالغ الرجال التحقت بالدير (الكنيسة) وأخذت أتدرب لكي أكون قسا وعشت في دوبلن بايرلندا لمدة ثلاث سنوات كان الرهبان ملتزمين وصارمين جدا حيث لا يسمح لنا ان نغادر المكان وكذلك حظر استعمال المرايا وكنا نحفر قبورنا بالملاعق قليلا قليلا كل يوم ليعلموننا على التواضع كنا نتمكن من التكلم لفترة لا تتجاوز النصف ساعة فقط في اليوم ولا يوجد اتصال او مخرج للعالم الخارجي وحتى بريدنا الذي يصل الينا كان مراقبا بشكل كامل وهم الذين قالوا لنا ان التقشف والزهد هو الطريق الى الله وبالرغم من عدم موافقتي لهذه الطريقة في الحياة إلا انها تجعلك اكثر روحية و تمنحك معنوية عالية وكذلك فيها فوائد جمة اخرى .

بسبب الظروف الحاكمة على الناس في تلك الأيام وعدم رغبتهم في الالتحاق بهذه الاديرة لذلك تنازلوا وأعطوني وبقية الشباب بعض الامتيازات، حيث استطعنا أن نخرج في كل شهر ولمدة نصف يوم فقط الى أماكن مخصصة مع مرشدنا. فأستطعت يوما الذهاب الى أحد المساجد و ذلك في عام 1999 لأحاول التحدث مع المسلمين لأرشادهم فسرعان ما دعونا الى تناول طعام العشاء وكانوا لطيفين معي جدا وأعطوني نسخة من القرآن الكريم وكتب اخرى ومن هنا بدأ مشواري ومسيري في هذا الموضوع وبعد سنة واحدة من هذه الحادثة اصبحت مسلما وغادرت الدير بدون اي اعمل او وظيفة ومكان يأويني للعيش فيه وخرجت خالي اليد لأنه في الديرأخذوا عهدا مني على ان اكون فقيرا ولا املك من دنياي شيء لهذا اخذوا واستولوا على كل ما املك واخذوا حتى راتبي الشهري الذي اعيش من خلاله!!

اخيرا رجعت الى بريطانيا, سكنت بالقرب من لندن في بيركشير وانا سعيد هناك واتوقع ظروف افضل واحسن وقد وجدت انه من الصعب ان استقر لأني اعمل في عالم مادي وهذا ما لا ارغب فيه ابدا ولكن احمد الله على جميع الامور.

حديثا تعرفت على الطائفة الشيعية وكان هذا من خلال أخًا طيبًَا وأختًا كريمةعلى موقع (النت) حيث لم اكن من قبل اعرف شيئا عن الشيعة.
في الحقيقة ان معظم المسلمين الذين اعرفهم اصبحوا غاضبين علي بمجرد سماعهم الاسم اما انا صرت اشعر بسعادة و ارتياح اكبر ورضًا وانسجامًا مع المذهب الشيعي اكثر من ذي قبل.

الحمد لله الجميع يعاملونني معاملة جيدة ومن فوقهم الله تعالى قد انزل علي ألطافة انا أدرك وأعلم أن امامي مشوارا وطريقا طويلا وغير سالك وان هناك الكثير من القضايا والامور التي علي تعلمها واسأل الله أن يسهلها لي, وأنا قلق قليلا بخصوص الأخوة من أهل السنة الذين يحملون الحقد والعداء لأخوانهم الشيعة هم لطيفون ومحبون ولكن كلمة الشيعة تجعلهم عنيفين لأنها تجلب لهم نوعا من الصراع كالذي رأيته في طفولتي بين البروتستانت والكاثوليك إني لا اعرف كثيرا في عالم السياسة ولكنني اعرف الكثير عن طبيعة شكرالله وحمده وذلك منذ ان كنت مسيحيا. اسأل الله أن يبارك لكم جميعا.

(( المر * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ))(الرعد:1)