بعد ان دق الخطر ابوابهم.. صوفية مصر وشمال أفريقيا يعودون الى أصولهم 


لاحظنا خلال السنوات الماضية أن غالبية الصوفية تراجعوا عن بعض اعتقاداتهم وطقوسهم وموروثاتهم التي انتشرت بين أبناء الطرق الصوفية بعد أن زاد الهجوم عليهم من السلفية بالتبديع، حتى وصل في الكثير من المواقف إلى التكفير بسبب طقوسهم وما يفعله بعضهم في الموالد والاحتفالات وحلقات الذكر واستخدام الآلات الموسيقية والرقص والتصفيق والهذيان وذكر أسماء الله تعالى بما لا يليق من خلال التحريف مما يشوه صورة الدين الإسلامي.
بناء على ذلك توجه بعض مشايخ الصوفية وأهل العرفان منهم وعقلاؤهم إلى خلع هذا الجلباب وتوجهوا إلى إعادة دراسة العلوم المعرفية من علوم أهل البيت عليهم السلام حيث وجدوا فيها الضمان والأمان، هذا لأن غالبيتهم في تسلسل عهدهم تنتهي إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (باب مدينة علم رسول الله) مما يجعل أن التغير والتحول وتصحيح المسار أتى بلا شك من الناحية العلمية وكذلك مواجهة المواقف السلبية السياسية ببلادهم.
وهو أمر يتيح فرصة أكبر لهم في التدخل في الحياة العامة بعد أن كانوا يعيشون في دائرة مغلقة تابعة لأي حاكم يتولى عليهم، كما نتوقع أن يكون لهم دورا كبيرا في هذا المجال وخاصة أنهم استرجعوا تاريخ بعض أقطابهم ومشايخهم الذين كانوا يقفون ضد الاستعمار كما حدث في مصر في السابق على يد السيد أحمد البدوي أو في الجزائر على يد الأمير عبد القادر الجزائري أو بالمغرب على يد السيد عبد الكريم الخطابي وكذلك الدور الكبير للسيد ادريس المهدي السنوسي الملك الليبي السابق وأبناء طريقته والذي كان منهم المجاهد عمر المختار وغيرهم الكثير، مع ان الحق ان هذا التوجه فيهم ليس عاما وان كان حادثا عند بعض فرقهم او فئات في فرقهم.

 

بقلم سماحة السيد طاهر الهاشمي