خورشيد حسين _ باكستان

 

المولد والنشأة: 

ولد عام 1378هـ (1959م) ، في مدينة "سيالكوت"، ونشأ في أسرة تنتمي للمذهب الحنفي، ثمّ اتخذ التوظيف الحكومي عملاً له في "لاهور".

اختار مذهب الشيعة الإمامية لعدم وجود أدلة مقنعة على صحّة خلافة الخلفاء ـ كما قال ـ وأنّ الخلافة حسب نظرية أهل السنّة ليست إلاّ رئاسة دنيوية لا صلة لها ابداً بالله تعالى، والخلفاء ملوك كملوك الدنيا.

أمّا بحسب قول الشيعة فإنّ الإمامة يتمّ تحديدها من قبل الله تعالى، والأئمّة هم حجج الله في الأرض.

ويقول "خورشيد حسين" وصلت من خلال الأدلّة إلى القناعة التامّة بأنّ الخلافة كالنبوة لا تثبت إلاّ بجعل من الله تعالى وتعيينه، وأنّ الإمام يتم تنصيبه من قبل الله تعالى وليس للناس حقّ في نصبه وتعيينه، والذي حصل في واقعة الغدير عند تنصيب الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) علياً(عليه السلام) إماماً من بعده ليس إلاّ تبليغ ما أمره الله تعالى به.

ويضيف "خورشيد حسين" ويشترط أيضاً في الإمام العصمة ; لأنّ الإمام هو الجهة الوحيدة التي تحفظ ما جاء به الرسول، وتصونه من التحريف والتغيير.

وعلى هذا الأساس لم يكن أحداً مؤهّلا لهذا المنصب الإلهي غير أمير

المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فهو الإمام المعصوم بالحق وخليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بلا فصل، وهذا ما دلّ عليه العقل والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

 

الإمامة عند الشيعة:

قال الشهيد الثاني(1) حول الأدلّة العقلية على الإمامة، بما نصّه: "اعلم أنّ أهل السنّة أوجبوا الإمامة كالإمامية، لكّنهم حكموا بأنّ وجوبها على الأمة سمعي لا عقلي، وحكم المعتزلة الزيدية بأنّ وجوبها على الأمة عقلي لا سمعي، وحكم الإمامية بأنّ تعيين الإمام واجب على الله تعالى ; لأنّها لطف واللطف واجب على الله تعالى.

أمّا أنّها لطف، فلأن الناس إنّ كان لهم رئيس عام يمنعهم عن المعاصي، ويحثّهم على الطاعات، كانوا معه إلى الصلاح أقرب ومن الفساد أبعد. ولا نعني باللطف سوى ذلك.

وأمّا أنّ اللطف واجب على الله تعالى ; فلأنّ غرضه الذي هو إطاعة العباد لا يحصل إلاّ به، فلو لم يخلق اللطف فيهم، ولهم لكان ناقضاً لغرضه، ونقض الغرض عبث، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

وانحصار هذا اللطف في الرئيس العام معلوم للعقلاء، وينّبه عليه الوقوع فإنّا نجد أنّه متى تكثّرت الرؤساء في عصر كثر الفساد، وإذا خلا الناس في قطر من الأقطار عن رئيس ظلم بعضهم بعضاً، وانتشر الفساد والفتن بينهم.

ويؤيّد ذلك أيضاً ما روي عن عليّ(عليه السلام) قال: "لا يخلو الأرض من قائم بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً، لئلا تبطل حجج الله وبيّناته" انتهى.

فوجود الإمام لطف من الله تعالى وقد فعله سبحانه. وانّما كان هذا اللطف واجباً على الله تعالى ; لأنّ إيجاد إمام يكون عام الرئاسة والشريعة أقرب إلى

الصلاح في أمور معاشهم ومعادهم، وأبعد عن الفساد فيهما بسبب وجوده وعصمته،وليس مقدوراً للعباد لخفائها عنهم وخصوصاً العصمة، فلابدّ أن يكون المعيّن له هو الله سبحانه.

وظهوره وتصرّفه لطف آخر، وهو واجب على العباد ; لأنّه موقوف على تمكينهم له، وقد أخلّوا به حيث أخافوه بسوء اختيارهم لغيره ورفع يده عن التصرّف الذي كان ينبغي له"(2).

 

مرحلة الاستبصار:

ومن هذا المنطلق استحوذت عقيدة الشيعة على قلب "خورشيد حسين"، فترك انتمائه الموروث، وحالة الانغلاق الفكري التي كان يعيشها ويصنعها بتأثر، وانطلق معتقداً بأحقّية مذهب أهل البيت(عليهم السلام) الذين هم بحق سفن النجاة وقادة الأئمّة.

 

____________________________________________________________________________________________________________

 

الهامش:

1-وهو الشيخ زين الدين العاملي، من أكابر فقهاء الشيعة.

2-حقائق الإيمان: الشهيد الثاني ص153 ـ 155.